انهيار سوق دبي المالي: هل رسوم ترمب الجمركية هي السبب؟

كتب: أحمد السيد

شهد سوق دبي المالي تراجعًا حادًا خلال الأيام الماضية، مسجلًا خسائر كبيرة أثارت قلق المستثمرين. فقد انخفض المؤشر بنسبة 4%، وسط حالة من الترقب والريبة تسود أوساط المتعاملين. يأتي هذا التراجع في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عن فرض رسوم جمركية جديدة، مما ألقى بظلاله على الأسواق العالمية، وامتد تأثيره ليصل إلى بورصة دبي.

هبوط حاد لأسهم إعمار

لم تكن شركة إعمار العقارية بمنأى عن هذه الموجة الهبوطية، حيث شهد سهمها انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 20% خلال ثلاث جلسات تداول فقط. هذا التراجع الكبير أثار تساؤلات حول مدى تأثير القرارات التجارية الأمريكية على السوق المحلي، وما إذا كانت هذه التبعات ستستمر على المدى الطويل.

الرسوم الجمركية الأمريكية: عامل رئيسي في تراجع الأسواق

يُعتبر قرار فرض رسوم جمركية جديدة من قبل إدارة ترمب أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في زعزعة استقرار الأسواق المالية العالمية، بما في ذلك سوق دبي المالي. هذه الرسوم أثارت مخاوف من نشوب حرب تجارية شاملة، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتراجع حركة التجارة الدولية. تُشير التوقعات إلى أن استمرار هذه السياسات التجارية الحمائية قد يُفاقم من حدة الأزمة ويُعمّق من خسائر الأسواق.

مستقبل سوق دبي المالي: بين التفاؤل والتشاؤم

على الرغم من التراجع الحالي، يُبدي بعض المحللين تفاؤلًا حذرًا بشأن مستقبل سوق دبي المالي، مُشيرين إلى أن السوق يمتلك مقومات قوية تمكنه من تجاوز هذه الأزمة. ومن بين هذه المقومات، التنوع الاقتصادي الذي تتمتع به إمارة دبي، بالإضافة إلى المشاريع التنموية الضخمة التي تُنفذها الحكومة. مع ذلك، يبقى التحدي الأكبر يكمن في كيفية التكيف مع المتغيرات العالمية والحد من تأثير القرارات التجارية الدولية على السوق المحلي. هذا ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تشهد المرحلة المقبلة تقلبات في أداء السوق، رغم احتمالية حدوث انتعاش تدريجي في حال تحسنت الأوضاع الجيوسياسية وهدأت التوترات التجارية.

تأثير الأزمة على المستثمرين

أثارت هذه التطورات قلق المستثمرين، ودفعتهم إلى إعادة تقييم محافظهم الاستثمارية. فقد شهدت الأيام الماضية عمليات بيع مكثفة للأسهم، في محاولة من المستثمرين للحد من خسائرهم. ينصح الخبراء المستثمرين بتوخي الحذر وعدم الانجراف وراء موجات الذعر، والتركيز على الاستثمارات طويلة الأجل بدلاً من المضاربات قصيرة المدى. كما يُشددون على أهمية التنويع في المحافظ الاستثمارية، وتوزيع المخاطر على قطاعات مختلفة لتقليل تأثير تقلبات السوق.