أزمة «المتحدة للصيادلة» تتفاقم.. شبح الإفلاس يُخيّم على عملاق توزيع الدواء

تتجه الأنظار إلى محكمة القاهرة الاقتصادية في جلسة 13 أبريل الحاسم، حيث يُنتظر صدور حكمها في دعوى إشهار إفلاس شركة «المتحدة للصيادلة»، أحد أبرز اللاعبين في سوق توزيع الدواء المصري. وتأتي هذه الجلسة بعد سلسلة من المطالبات المالية الضخمة من جهات عديدة، آخرها بنك «الإمارات دبي الوطني» الذي انضم إلى كلٍ من «كريدي أجريكول» و«البنك التجاري الدولي (CIB)»، لتتجاوز إجمالي الديون المطالبة بها مليارات الجنيهات، ما يُنذر بأزمة كبرى في القطاع.
طلب إعادة هيكلة في مواجهة عاصفة الديون
في محاولة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، تقدمت «المتحدة للصيادلة» بطلب رسمي لإعادة هيكلة أوضاعها المالية، سعيًا لوقف نزيف الخسائر المتراكمة والحفاظ على وجودها في السوق. ويأتي هذا التحرك في ظل ضغوط متزايدة من الدائنين، الذين يطالبون بمستحقاتهم المتأخرة منذ فترة.
بداية الأزمة وشيكات بدون رصيد
بدأت الأزمة في أكتوبر من العام الماضي، عندما رفعت شركة «الأندلس الطبية» دعوى إفلاس ضد «المتحدة للصيادلة» بسبب شيكات بدون رصيد بقيمة 97 مليون جنيه. ومثل كرة ثلج تتدحرج، انضمت شركات دوائية أخرى إلى قائمة الدائنين، من بينها «البرج»، و«أورجانو»، و«ماجيستيك»، و«إيبيكو»، و«سيرفييه مصر»، و«راميدا»، لتتضخم الديون المستحقة على الشركة بوتيرة متسارعة.
مطالبات بمليارات الجنيهات وقيود قضائية
كشفت وثائق القضية أن البنك التجاري الدولي وحده يطالب بمستحقات تتجاوز 995 مليون جنيه، شاملة الفوائد والغرامات التأخيرية، نتيجة إخلال «المتحدة للصيادلة» باتفاقيات تسهيلات ائتمانية مُبرمة منذ عام 2017. وفي خطوة لضمان حقوق الدائنين، فرضت المحكمة قيودًا على تصرفات الشركة في أصولها خارج نطاق أنشطتها الرئيسية، وأخضعتها لإشراف لجنة ثلاثية من خبراء إعادة الهيكلة. كما تم إخطار كلٍ من هيئة الدواء المصرية والبورصة المصرية لاتخاذ اللازم.
جلسة حاسمة ومصير مجهول
يُنتظر أن تشهد جلسة 13 أبريل صدور حكمٍ قد يُحدد مصير «المتحدة للصيادلة»، وسط ترقب كبير من العاملين في قطاع صناعة الدواء. ويُضاف إلى ذلك دعاوى استئنافية أخرى مُقرر النظر فيها يوم 24 يونيو، بالإضافة إلى فحص مجلس الدولة في 7 مايو لطلب تجميد تراخيص الشركة وتشكيل لجنة من هيئة الدواء لمتابعة أدائها.
وتُثير هذه الأزمة تساؤلاتٍ مُلحة حول مستقبل سوق توزيع الأدوية في مصر، وتأثيرها على توافر الأدوية للمرضى. فـ «المتحدة للصيادلة» تُعتبر من الشركات الكبرى في هذا المجال، وأي اضطراب في أعمالها قد يُؤثر سلباً على سلاسل الإمداد الدوائي.