الرسوم الجمركية: هل هي قنبلة موقوتة للاقتصاد الأمريكي؟
في خضم التوترات التجارية العالمية، وتصاعد المخاوف بشأن تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خرج مستشاره الاقتصادي كيفن هاسيت ليطمئن الأسواق ويقلل من شأن هذه المخاوف، مؤكداً أن تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي سيكون محدوداً.
هاسيت يُطمئن الأسواق
أكد هاسيت أن الإجراءات الحمائية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية، والتي تمثلت في فرض رسوم جمركية على واردات بعينها، لن تؤدي إلى كارثة اقتصادية كما يروج البعض. بل رأى فيها فرصة لإعادة التوازن في العلاقات التجارية الدولية، وضمان حماية الصناعات الأمريكية من المنافسة غير العادلة. وأشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي قوي بما يكفي لتحمل أي ضغوط ناتجة عن هذه الإجراءات.
الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين
مع ذلك، يرى العديد من المحللين الاقتصاديين أن الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين، ففي حين قد توفر حماية مؤقتة لبعض القطاعات، إلا أنها قد تؤدي على المدى الطويل إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، وتراجع القدرة التنافسية للشركات الأمريكية في الأسواق العالمية. كما أن ردود الفعل الانتقامية من الدول الأخرى قد تتسبب في حرب تجارية ضروسة تضر بالجميع.
مستقبل الاقتصاد الأمريكي في ظل الرسوم الجمركية
يبقى مستقبل الاقتصاد الأمريكي في ظل الرسوم الجمركية رهنًا بتطورات المشهد التجاري العالمي. فإذا ما تم التوصل إلى حلول دبلوماسية وتسويات منصفة، فقد يتجنب العالم سيناريوهات الركود الاقتصادي. أما إذا استمرت سياسات الحمائية، فقد نشهد تصاعدًا في التوترات التجارية، وانعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي.
تأثير الرسوم الجمركية على المستهلك الأمريكي
يُجمع خبراء الاقتصاد على أن المستهلك الأمريكي سيكون المتضرر الأكبر من الرسوم الجمركية. فارتفاع أسعار السلع المستوردة سينعكس حتمًا على سلة مشترياته، ما قد يؤدي إلى تراجع الطلب وانكماش الاقتصاد.
من جانب آخر، يرى مؤيدو الرسوم الجمركية أنها ستشجع الصناعات المحلية، وتخلق فرص عمل جديدة للأمريكيين، مما سيعوض أي تأثيرات سلبية على الأسعار.
يبقى الوقت كفيلاً بالإجابة عن التساؤلات المطروحة حول تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل.
