جيمي ديمون يحذر: الرسوم الجمركية تهدد النمو الأمريكي وتغذي التضخم

كتب: أحمد السيد
تتزايد المخاوف بشأن تداعيات الحرب التجارية والرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي، وقد انضم إلى قائمة المحذرين اسمٌ ذو وزنٍ ثقيل في عالم المال والأعمال، إنه جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان تشيس، أحد أكبر المؤسسات المالية في العالم. ففي تصريحاتٍ تحمل في طياتها الكثير من القلق، أشار ديمون إلى أن استمرار التصعيد في الحرب التجارية وفرض المزيد من الرسوم الجمركية قد يُبطئ عجلة النمو الاقتصادي الأمريكي، بل ويزيد من حدة التضخم.
الرسوم الجمركية: سلاح ذو حدين
يُنظر إلى الرسوم الجمركية في كثير من الأحيان كسلاحٍ ذي حدين، فرغم أنها قد توفر حمايةً مؤقتةً لبعض الصناعات المحلية، إلا أنها تحمل في طياتها مخاطرَ كبيرةً على المدى الطويل. فعندما تُفرض رسومٌ جمركيةٌ على وارداتٍ مُعينة، فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع أسعار هذه السلع في السوق المحلي، مما يُثقل كاهل المستهلكين ويزيد من معدلات التضخم. كما أن الرسوم الجمركية قد تُؤدي إلى ردود فعلٍ انتقاميةٍ من الدول الأخرى، مما يُضر بالصادرات الأمريكية ويؤثر سلباً على النمو الاقتصادي.
التضخم: شبحٌ يُهدد الاقتصاد الأمريكي
يُعد التضخم أحد أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي في الوقت الراهن، فارتفاع أسعار السلع والخدمات يُقلل من القدرة الشرائية للمستهلكين، ويُؤثر سلباً على مستوى معيشتهم. وقد حذر ديمون من أن استمرار الحرب التجارية وفرض المزيد من الرسوم الجمركية قد يُفاقم من مشكلة التضخم، ويُضعف الاقتصاد الأمريكي.
دعوة للحكمة وضبط النفس
يُشدد ديمون على أهمية الحكمة وضبط النفس في التعامل مع ملف التجارة الدولية، فهو يُحذر من مغبة الانجرار وراء سياساتٍ حمائيةٍ قصيرة النظر، ويُؤكد على ضرورة البحث عن حلولٍ تعاونيةٍ تُحافظ على مصالح جميع الأطراف. فالحرب التجارية، كما يُشير ديمون، ليست في مصلحة أيٍّ من الدول المعنية، بل إنها تُهدد استقرار الاقتصاد العالمي وتُعيق النمو.
تأثير الحرب التجارية على الأسواق المالية
لا تقتصر تداعيات الحرب التجارية على الاقتصاد الحقيقي فحسب، بل تمتد لتشمل الأسواق المالية أيضاً. فالغموض الذي يُحيط بمستقبل العلاقات التجارية بين الدول الكبرى يُؤدي إلى تقلباتٍ حادةٍ في أسواق الأسهم والسندات، ويُزيد من حالة عدم اليقين لدى المستثمرين. كما أن ارتفاع تكاليف الواردات بسبب الرسوم الجمركية يُؤثر سلباً على أرباح الشركات، مما ينعكس بدوره على أداء أسهمها في البورصة.
جيمي ديمون، بصفته رئيساً تنفيذياً لأحد أكبر البنوك في العالم، يُدرك تماماً خطورة الوضع الراهن، وتحمل تحذيراته رسالةً واضحةً لصناع القرار: الحرب التجارية ليست الحل، بل هي مُشكلةٌ تُفاقم من التحديات الاقتصادية وتُهدد مستقبل النمو العالمي. فالاستمرار في هذا النهج قد يُؤدي إلى عواقب وخيمة يصعب التنبؤ بها.