عرب وعالم

نداء عالمي للقضاء على العنصرية.. الأمم المتحدة تحذر من سمومها الفتاكة

كتب: محمد سامي

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى تصديق عالميّ على اتفاقية القضاء على التمييز العنصري، مؤكداً ضرورة تطبيقها بشكل كامل. لم يتوقف الأمر عند الدول، بل امتد نداء غوتيريش ليطال قادة قطاع الأعمال، والمجتمع المدني، وجميع الأفراد، داعياً إياهم إلى تبني موقفٍ حازمٍ ضد العنصرية بكافة أشكالها، وتحويل روح الاتفاقية إلى واقع ملموس. جاء ذلك بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري.

تحذير من سموم العنصرية

وحذر غوتيريش، وفقاً لمركز إعلام الأمم المتحدة، من خطورة العنصرية ووصفها بأنها مفسدةٌ للمجتمعات، ومضيعةٌ للفرص، ومُدمرةٌ لمصائر الناس، مُشيراً إلى أنها تقوض أسس الكرامة والمساواة والعدالة. وصرح قائلاً: “لا تزال سموم العنصرية تدب في أوصال عالمنا إرثاً مسموماً لماضٍ من الاسترقاق والاستعمار والتمييز”، مُبرّزاً آثارها المدمرة على المجتمعات.

اتفاقية ستينيات القرن الماضي منارة أمل

أشار الأمين العام إلى أن الاتفاقية، التي وُلدت في زمن الحركات الحقوقية المناهضة للفصل العنصري، تُحدد الخطوات العملية التي يجب على الدول اتخاذها لمكافحة الأفكار العنصرية، وتعزيز التفاهم، وبناء عالمٍ خالٍ من التمييز. وأضاف: “إن الاتفاقية لا تزال تمثل منارة أمل تنير طريقنا في أوقات مظلمة، أوقات من الكراهية والشقاق المحتدمين، يؤججهما تنامي عدم المساواة، وخوارزميات الاغتناء من العداء، والساعون إلى التفرقة من أجل مكاسبهم الضيقة”

التزام عالمي بالقضاء على التمييز

شدد غوتيريش على أن الأمم المتحدة حليفةٌ في الكفاح من أجل كرامة كل فرد، ومساواة الجميع في الحقوق، مُشيراً إلى أن الاتفاقية تُجسد التزاماً عالمياً قوياً بالقضاء على التمييز العنصري بجميع أشكاله. يُذكر أن احتفال هذا العام يتزامن مع الذكرى السنوية الستين لإبرام الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 ديسمبر 1965.

من جانبه، أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيلمون يانج، أن مكافحة التمييز العنصري ليست مجرد واجب أخلاقي، بل ضرورةٌ للسلام والعدالة والتنمية، وشرطٌ أساسي لتحقيق خطة التنمية المستدامة 2030. وأشار إلى التزام قادة العالم في ميثاق المستقبل بتعزيز التسامح والتنوع ومكافحة جميع أشكال التمييز، بما في ذلك العنصرية وكراهية الأجانب وما يتصل بها من تعصب. وأكد على التزام الأمم المتحدة الراسخ بالمساواة والعدالة ومكافحة التمييز العنصري بجميع أشكاله، مُشيراً إلى أهمية الاستماع إلى الأصوات الأفريقية ودمج وجهات نظرهم في الجهود العالمية لمكافحة العنصرية، خاصةً بالنظر إلى عبء المظالم التاريخية التي حملتها أفريقيا لفترات طويلة.

أما مساعدة الأمين العام لشؤون حقوق الإنسان، إيلزي براندز كيريس، فقد حذرت من تزايد الانقسامات والتعصب داخل المجتمعات، والتوترات والاستقطاب بين الدول، مُؤكدةً على استمرار انتشار العنصرية في المؤسسات والهياكل الاجتماعية والحياة اليومية. وأعربت عن قلقها إزاء موجة الروايات العنصرية التي تُهدد سياساتنا وإعلامنا وعالمنا الرقمي، مشيرةً إلى استهداف الجماعات العرقية والإثنية، وعزلها، وجعلها كبش فداء. وحذرت من أن التمييز العنصري يضرّ بالجميع، مُغذياً حلقة مفرغة من الانقسام والاضطرابات والصراع، معللةً تفاقمه بعودة ظهور الشعبوية القومية وأيديولوجيات التفوق العنصري التي تُضرّ بالأفراد والمجتمعات، وتهدد الديمقراطيات والتنمية وسيادة القانون.

من ناحيته، سلط رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز العنصري، مايكل بالسيرزاك، الضوء على أوجه عدم المساواة التي تواجهها الأقليات، والأشخاص من أصل أفريقي، ومجتمعات السكان الأصليين، والمهاجرين، واللاجئين. وأدان عودة ظهور الأيديولوجيات العنصرية وخطاب الكراهية، داعياً إلى اتخاذ تدابير أقوى ضد مذاهب التفوق العنصري، وحذّر من أي تراجع في التقدم المحرز في العدالة العرقية، مُشجّعاً على المشاركة العالمية في الاحتفال بالذكرى الستين للاتفاقية، مُؤكداً الحاجة إلى كفاحٍ جماعيّ ضد التمييز العنصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى