عرب وعالم

قصور التنين.. أسرار القوة النووية الصينية تحت الجبال المقدسة

كتب: عمرو خالد

لطالما احتفى الصينيون بجبالهم المقدسة، حيث يتوافد إليها آلاف الزوار سنويًا لتأدية الشعائر الدينية. لكن تحت هذه الجبال المقدسة، وفي أعماق التكوينات الجرانيتية، تكمن أسرارٌ عسكريةٌ مذهلة.

شبكة أنفاق سرية تمتد لآلاف الأميال

تخفي باطن الأرض الصينية شبكةً مترامية الأطراف من الأنفاق السرية، يبلغ طولها نحو 3100 ميل، وفقًا لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية. هذه الأنفاق، التي تُشكل ما يُعرف بـ«سور الصين العظيم تحت الأرض»، تُعدّ خط الدفاع الأخير للصين، بحسب ما تُروّج له بكين.

داخل هذه المتاهة الجبلية، تتمركز الوحدة الصاروخية الاستراتيجية السرية للجيش الصيني، المسؤولة عن صيانة وإطلاق صواريخ «دونغ فنغ» الباليستية العابرة للقارات (ICBMs).

صواريخ دونغ فنغ-41: قوة ضاربة هائلة

أحدث هذه الصواريخ، «دونغ فنغ-41»، يبلغ مداها 9000 ميل، متفوقة على الصاروخ الأمريكي «مينيوتمان الثالث» الذي يصل مداه إلى 8700 ميل فقط. تُخزن العديد من هذه الصواريخ على عمق يصل إلى 330 قدمًا تحت سطح الأرض، مما يجعلها محمية بشكل كبير من أي هجوم محتمل.

صاروخ باليستي صيني

بفضل هذا الموقع الاستراتيجي، تتمكن الصين من شن هجمات انتقامية خلال 10 دقائق فقط من التعرض لأي ضربة نووية. وقد أظهرت لقطات نادرة بثتها وسائل الإعلام الصينية جنودًا مدربين تدريبًا عاليًا، وعمالًا يعملون على توسيع هذه الأنفاق الضخمة التي تُعرف بـ«قصور التنين».

التكتيكات السرية والتضليل العسكري

تحاط «قصور التنين» بسرية تامة، وهو ما أكده الأكاديمي الصيني تشيان تشيهو في عام 2019، مشيرًا إلى أنها تُعدّ «آخر خط دفاع وطني» للبلاد. ووفقًا لتقارير إعلامية صينية، فإنّ ضخامة هذه الأنفاق جزء من استراتيجية تضليل عسكرية ذكية.

فبعض الممرات تحتوي على منصات إطلاق صواريخ وهمية لخداع الأعداء، مما يسمح للجيش الصيني بإعادة نشر الصواريخ الحقيقية إلى مواقع أكثر أمانًا في حال تعرض الأنفاق لهجوم.

وتشير التقديرات إلى امتلاك الصين لـ 500 رأس نووي، لكنها ترفض الإفصاح عن العدد الدقيق، معتبرةً ذلك من أسرار الدولة.

نمط حياة قاسٍ داخل القواعد النووية

صاروخ باليستي صيني

يخضع الجنود المسؤولون عن هذه الصواريخ لتدريبات صارمة، يتبعون جدولًا يوميًا قاسيًا يُحدد مواعيد نومهم، طعامهم، وتدريبهم بدقة متناهية. يقول المدرب العسكري يوي ليه: «لا يمكنك النوم أو الاستيقاظ إلا بأمر». ويؤكد لي مين، قائد إحدى الوحدات، أن هذا التدريب يضمن الجاهزية القتالية على مدار الساعة.

سباق التسلح الفضائي ومخاطر الحرب

صاروخ باليستي صيني

مع تزايد القدرات العسكرية الصينية، حذّر مسؤول أمريكي بارز من تدريبات صينية على «قتال الكلاب في الفضاء»، وهو مصطلح يُستخدم لوصف المناورات القتالية بين الأقمار الصناعية. وقال الجنرال مايكل غوتلين، نائب قائد العمليات الفضائية في القوة الفضائية الأمريكية، إن الصين تُجري تدريبات متقدمة لمناورة الأقمار الصناعية حول بعضها البعض، مشيرًا إلى تقنيات جديدة طورتها الصين، مثل الأقمار الصناعية المموهة، والأخرى القادرة على «ملاحقة» الأقمار الصناعية الأمريكية.

صاروخ باليستي صيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى