عرب وعالم

حاملة طائرات أمريكية ثانية تصل البحر الأحمر..تصعيد أمريكي ضد الحوثيين

كتب: محمد سامي

شهد البحر الأحمر مؤخراً تطوراً خطيراً مع وصول حاملة طائرات أمريكية ثانية، في إطار ما يبدو أنه تصعيد واضح في مواجهة الحوثيين. وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة الردع الهجومي التي تتبعها إدارة ترامب، مستخدمةً الضربات الجوية كقوة صلبة، والعقوبات كقوة ناعمة، بهدف إجبار الحوثيين على تغيير سلوكهم.

أهداف الضربات تتجاوز مجرد مواقع الأسلحة

لم تعد الضربات الجوية تستهدف فقط مواقع تخزين الأسلحة ومنصات الإطلاق، بل تتجاوز ذلك بكثير. فالقصد من هذه العملية هو تفكيك البنية التحتية للحوثيين، وشلّ قنوات اتصال قادتهم، وفرض واقع جديد في البحر الأحمر، حيث لا مكان للتهديدات غير المحسوبة. وقد أمرت إدارة الرئيس ترامب، يوم السبت، بإرسال حاملة الطائرات الثانية إلى الشرق الأوسط، بالتزامن مع تكثيف الحملة الجوية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن.

دلالات التصعيد الأمريكي

هذا التصعيد ليس مجرد رد فعل تكتيكي على هجمات الحوثيين على السفن، بل هو خطوة استراتيجية ترمي إلى تقليص نفوذ الحوثيين، وضرب النفوذ الإيراني في خاصرته البحرية. وقد اعتبر عبدالملك الحوثي، زعيم المليشيات، إرسال حاملة الطائرات الإضافية بمثابة «شهادة على فشل حاملة الطائرات ترومان»، معتبراً أن هذا الفشل يثبت ضعف الولايات المتحدة.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الولايات المتحدة تعتزم توسيع نطاق أهدافها ضد الحوثيين، حيث تشير التوقعات إلى استمرار العملية الجوية لمدة 3 أشهر متواصلة. هذا ما يفسر تمديد مهمة «ترومان» لشهر إضافي، وإرسال «فينسون» إلى المنطقة لتعزيز الردع.

وقد أكدت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، أن وزير الدفاع بيت هيغسيث أمر بتمديد انتشار مجموعة حاملة الطائرات «يو إس إس هاري إس. ترومان» لمدة لا تقل عن شهر إضافي.

سيناريوهات مفتوحة

يُشير انضمام حاملة الطائرات فينسون إلى العملية، وفقاً ليعقوب السفياني، مدير مكتب «مركز سوث 24» للأخبار والدراسات في عدن، إلى أن للحملة الأمريكية أهدافاً واضحة، أبرزها حماية الملاحة البحرية ومنع الحوثيين من تهديد سفن الشحن. وأضاف السفياني في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، أن مستقبل التصعيد مرتبط بتوقف مليشيات الحوثي عن هجماتها البحرية، وتأكيد واشنطن على تغير سلوك المليشيات.

وإذا أسفرت هجمات الحوثيين عن سقوط ضحايا أمريكيين، فإن السيناريو قد يتغير بشكل جذري، مما قد يجعل الضربات الأمريكية أكثر قوة وعنفاً. لكن السفياني حذر من أن الحوثيين طوروا مناعة ضد الضربات الجوية، وبدون جهد متكامل على الأرض، وتحرير السواحل الغربية، ستستمر هجماتهم البحرية.

تعطيل قدرات الحوثيين

يرى عادل الأحمدي، رئيس مركز نشوان للدراسات باليمن، أن الضربات الأمريكية الأخيرة، التي شاركت فيها حاملة الطائرات ترومان، تهدف إلى تعطيل قدرات الحوثيين نهائياً. فهذه الضربات لم تقتصر على شل قدرات الحوثيين، والتأثير على مواقع تخزين الأسلحة والصواريخ، بل امتدت لتشمل التأثير على تحركاتهم واتصالاتهم.

مستقبل التصعيد

أما عن مستقبل التصعيد، فيقول الأحمدي لـ«العين الإخبارية»، إنه يعتمد على التزام الحوثيين بوقف هجماتهم، مقابل وقف الضربات الأمريكية. لكن تعنت المليشيات يجعل استمرار الغارات أمرًا مرجحاً، بل ربما بشكل أقوى وأكثر انتشاراً.

ويؤكد العقيد محسن ناجي، الخبير العسكري اليمني، أن العملية العسكرية الأمريكية الحالية تهدف إلى تقليم أظافر مليشيات الحوثي، ومنعها من تشكيل أي تهديد للملاحة في المستقبل. كما أنها مواجهة لإيران، التي يجب عليها وقف دعمها العسكري واللوجستي والمادي للحوثيين. وتدرك إدارة ترامب أن إيران تستخدم الحوثيين كورقة ضغط في المفاوضات حول ملفها النووي، وهذا ما تسعى أمريكا لمنعه من خلال هذه العملية العسكرية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى