ترامب يرسل حاملة طائرات ثانية للشرق الأوسط وسط تصعيد في اليمن

أمرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في خطوةٍ تصعيديةٍ واضحة، بإرسال حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط، بالتزامن مع تكثيف الغارات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن. وقد أكدت مصادر بوزارة الدفاع الأمريكية لصحيفة “بوليتيكو” أن وزير الدفاع بيت هيغسيث أمر بتمديد مهمة حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس. ترومان، العاملة حاليًا في البحر الأحمر، لمدة شهر على الأقل.
تصعيد عسكري أمريكي
يأتي هذا التمديد وسط تصاعدٍ ملحوظٍ في وتيرة الضربات الجوية الأمريكية، في ما يبدو أنه بداية مرحلة جديدة من المواجهة مع الحوثيين. وستنضم حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسون، برفقة مدمراتها، إلى المنطقة خلال الأسابيع المقبلة، بعد انتهاء تدريباتها في بحر الصين الشرقي مع القوات اليابانية والكورية الجنوبية. وتُعد هذه هي المرة الثانية خلال ستة أشهر التي تنشر فيها الولايات المتحدة مجموعتين قتاليتين بحريتين في الشرق الأوسط، إلا أنها الأولى منذ بداية ولاية ترامب الثانية، مما يُشير إلى تغييرٍ في الأولويات العسكرية الأمريكية بالمنطقة.
وبحسب الصحيفة، يُظهر هذا الانتشار الموسع التزام واشنطن بتخصيص موارد عسكرية ضخمة للشرق الأوسط، على الرغم من تأكيد البيت الأبيض ووزارة الدفاع على أن آسيا لا تزال محور تركيز القوات الأمريكية. وقد نفذت الولايات المتحدة عشرات الغارات الجوية في اليمن منذ بدء الحملة الجوية الجديدة ضد الحوثيين الأسبوع الماضي، استهدفت مواقع إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة تابعة للحوثيين، بالإضافة إلى قيادات بارزة داخل الجماعة، في محاولةٍ لشل قدراتها العسكرية وتقويض نفوذها.
ترامب يهدد إيران والحوثيين
في تعليقٍ عبر منصته “تروث سوشيال”، تعهد الرئيس ترامب بالقضاء على الحوثيين بالكامل عبر الغارات الجوية، مؤكدًا عدم تهاون إدارته مع التهديدات التي يشكلونها. كما وجه تحذيرًا شديد اللهجة لإيران، مطالبًا إياها بوقف إمداد الحوثيين بالمعدّات العسكرية فورًا، مُشددًا على أن أي استمرارٍ في دعمهم سيُقابَل بردٍّ حاسم من القوات الأمريكية. ويُعكس هذا التصعيد إصرار إدارة ترامب على فرض معادلة جديدة في اليمن، قائمة على الضربات الاستباقية والضغط العسكري المستمر، وسط تزايد التوترات الإقليمية نتيجة لتداخل مصالح القوى الكبرى بالمنطقة.
حاملة الطائرات كارل فينسون: قوة بحرية أمريكية هائلة
تُعدّ حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسون (CVN 70)، وفقًا للموقع الرسمي للبحرية الأمريكية هنا، واحدةً من الركائز الأساسية للقوة البحرية الأمريكية. مهمتها الرئيسية هي تنفيذ عمليات الحرب الجوية من على متنها، ودعم وتنسيق وتكامل أسراب الجناح الجوي في العمليات القتالية البحرية. بفضل قدراتها المتطورة، تعمل كقاعدة جوية متحركة قادرة على تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية عالميًا، مما يجعلها من أهم الأصول العسكرية في البحرية الأمريكية. تتخذ كارل فينسون من قاعدة سان دييغو في كاليفورنيا مقرًا لها، وهي ثالث حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية ضمن فئة نيميتز، وتضم طاقمًا يزيد عن 5000 فرد، وتستطيع حمل أكثر من 60 طائرة مقاتلة وهجومية، وتتمتع بنظام دفع نووي يمنحها قدرة تشغيلية شبه غير محدودة.