الصين تتصدر سباق الذكاء الاصطناعي.. منافسة محمومة بين عمالقة التكنولوجيا

تشهد الصين سباقًا محمومًا في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد تصاعدت حدة المنافسة بشدة مطلع العام مع إطلاق تحديثات متتالية لنماذج شركة DeepSeek، مما دفع شركات صينية أخرى للدخول في حلبة السباق، منها علي بابا بنموذجها QwQ-32B، وبايدو بنمذيجيها ERNIE X1 وERNIE 4.5، بالإضافة إلى Manus، أول وكيل رقمي متكامل.

موجة جديدة من الذكاء الاصطناعي الصيني

يأتي هذا التطور المتسارع وسط مخاوف أمريكية من هيمنة الصين على هذا المجال الحيوي، فالشركات الأمريكية والصينية تتنافس بشراسة على الصدارة العالمية، وقد اشتعلت هذه المنافسة منذ نوفمبر 2022 مع ظهور ChatGPT وانطلاق موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وقد زادت حدّة التنافس أكثر مع إعلان شركة DeepSeek عن نموذجها R1، الذي يتميز بأداءٍ فائق بتكلفة تدريب منخفضة للغاية، تقارب الصفر مقارنة بالمليارات التي تنفقها الشركات الأمريكية سنويًا.

أبرز اللاعبين الصينيين في سباق الذكاء الاصطناعي

نماذج DeepSeek الرائدة

وضعت نماذج شركة DeepSeek الصينية، بكين على خريطة الذكاء الاصطناعي العالمية، حيث أظهرت نماذجها R1 و V3 أداءً مذهلاً يتحدى المنتجات الأمريكية من شركات مثل OpenAI وجوجل. وقد حققت DeepSeek هذا الإنجاز من خلال أساليب متطورة في التدريب والتقييم، بتكلفة بلغت 5.6 مليون دولار فقط.

ومن مميزات نماذج DeepSeek سرعة الاستجابة، حيث تقدم منصة DeepSeek ردودًا سريعة على استفسارات المستخدمين بمعدل 60 توكين في الثانية، بالإضافة إلى إمكانية الاطلاع على خطوات تفكير المنصة قبل الإجابة، مما يساعد المستخدم على فهم آلية عملها وصياغة استفساراته بدقة أكبر.

نموذج QwQ-32B من علي بابا: التفوق في الأداء والفعالية

من بين النماذج الصينية المتميزة، نجد نموذج QwQ-32B من علي بابا، الذي يتميز بقدرات عالية على التفكير المنطقي، واتخاذ القرارات، وحل المشكلات المعقدة. ويستهلك هذا النموذج موارد حاسوبية منخفضة مقارنةً بمنافسه، كما يتميز بتقنية تعلم معزز متعدد المراحل، تحسن من دقة النتائج في مهام صعبة مثل العمليات الحسابية والبرمجة.

يدعم QwQ-32B سياقًا طويلًا يصل إلى 131 ألف توكن (ما يعادل كتابًا من 300 صفحة)، مما يتيح له معالجة كميات كبيرة من البيانات في آن واحد. ويُظهر تفوقًا على نماذج OpenAI في هذا المجال، على الرغم من أن جوجل مع جيميناي 2.0 تقدّم سعة سياقية تصل إلى مليوني توكن.

تطبيقات QwQ-32B واسعة النطاق، من تحليل السوق المالية، إلى برمجة التطبيقات، وتحسين خدمة العملاء عبر روبوتات الدردشة الذكية.

نماذج بايدو: الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط

لم تتأخر بايدو عن الركب، فقد أطلقت نموذجي ERNIE X1 وERNIE 4.5. يتميز ERNIE X1 بقدرته على التفكير والاستنتاج المنطقي، ويستخدم الأدوات بشكل مستقل، مما يجعله فعالاً في تنفيذ مهام معقدة مثل تحليل الأسواق المالية.

وبحسب بايدو، ينافس ERNIE X1 نموذج DeepSeek R1 من حيث الأداء، ولكنه يقدم نفس المستوى بنصف التكلفة.

أما ERNIE 4.5 فيمتاز بقدرته على فهم المحتوى متعدد الوسائط (النصوص، الصور، الفيديوهات، والصوتيات) والتفاعل معها، ويملك ذكاءً عاطفيًا (EQ) عاليًا، مما يُمكّنه من فهم التعبيرات الساخرة والرموز التعبيرية.

تُستخدم هذه النماذج في تحسين تجربة المستخدم على منصات التواصل الاجتماعي، وتقديم تحليلات دقيقة في الإعلام الرقمي، والتطبيقات الصناعية مثل الكشف المبكر عن الأعطال.

Manus: الوكيل الرقمي الشامل

أخيرًا، يبرز Manus، أول وكيل رقمي متكامل من شركة Monica AI، الذي يُمكّن المستخدمين من إنشاء مواقع إلكترونية مخصصة، وتخطيط الرحلات، وحتى تحليل أداء أسهم الشركات مثل تسلا، ونيو، وBYD.

تعتمد الصين استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، تهدف لأن تصبح قوة عالمية رائدة في هذا المجال بحلول عام 2030، وقد أدرجت مناهج دراسية في الذكاء الاصطناعي في المدارس، ووضعت قوانين للحد من الآثار السلبية المحتملة لاستخدامه.