اقتصاد

الذهب يلامس مستويات قياسية.. صعود تاريخي وسط توترات جيوسياسية

كتب: محمد عز الدين

شهدت أسواق الذهب العالمية ارتفاعًا هائلاً اليوم الثلاثاء، مسجلة مستويات تاريخية جديدة تجاوزت حاجز 3000 دولار للأونصة. ويُعزى هذا الصعود الصاروخي إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى المخاوف المتزايدة بشأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.

قفزة تاريخية في سعر الذهب

سجّل سعر أونصة الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.7%، ليصل إلى 3028 دولارًا، بعد أن بدأ التداول عند 3001 دولارًا. ويُلاحظ أن هذا الارتفاع يُمثّل استمرارًا للصعود الذي شهده المعدن النفيس خلال الأيام الستة الماضية، حيث ارتفع بنسبة 15% منذ بداية العام، متجاوزًا بذلك مستوياته قبل تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منصبه. وتشير بيانات مجلس الذهب العالمي إلى استمرار هذا الزخم.

الرسوم الجمركية وحرب التجارة

لعبت الرسوم الجمركية الأمريكية، التي فرضت ضريبة 25% على الصلب والألومنيوم في فبراير الماضي، دورًا بارزًا في زيادة الطلب على الذهب. وتفاقمت هذه المخاوف مع تهديدات بفرض رسوم جمركية متبادلة في الثاني من أبريل. وقد أشار مجلس الذهب العالمي إلى إمكانية حدوث استقرار في الأسعار، إلا أن حالة عدم اليقين الجيوسياسي، وارتفاع التضخم، وتوقعات انخفاض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى ضعف الدولار الأمريكي، جميعها عوامل تدعم الطلب على الاستثمار في الذهب.

التوترات في الشرق الأوسط وتوقعات البنوك

أحدثت الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة، والتي مثّلت خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، موجة جديدة من التوترات في الشرق الأوسط، مما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن. وفي هذا السياق، رفع بنك ANZ توقعاته لسعر الذهب إلى 3100 دولار للأونصة خلال ثلاثة أشهر، و3200 دولار خلال ستة أشهر، مشيرًا إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، وتخفيف السياسة النقدية، وزيادة عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية.

الذهب في مصر

تأثرت أسعار الذهب المحلية بالارتفاع العالمي، مسجلة ارتفاعًا ملحوظًا، على الرغم من التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري. افتتح الذهب عيار 21 تداولات اليوم عند 4260 جنيهًا للجرام، ليتداول لاحقًا عند 4255 جنيهًا، بعد أن ارتفع بمقدار 15 جنيهًا في جلسة الأمس. ويرجع هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى قوة تحركات السوق العالمية، على الرغم من تراجع الطلب المحلي وزيادة عمليات تصدير الذهب.

توقعات مستقبلية

يُترقّب السوق اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث يُتوقع على نطاق واسع أن يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكن من المتوقع تخفيف توقعاته المتشددة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي. كما أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع في التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع السابع على التوالي، مسجلاً 32.7 طنًا من الذهب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى