انسحاب إسرائيلي مقابل تطبيع العلاقات مع لبنان: عرض مثير للجدل

كتب: محمد سامي
يثير عرض إسرائيلي جديد للانسحاب من خمس نقاط حدودية مع لبنان مقابل تطبيع العلاقات، جدلاً واسعاً في بيروت. فبينما تنفي بعض المصادر الرسمية اللبنانية هذا الطرح، إلا أن احتمالات التطبيع تسيطر على المشهد السياسي، خاصةً مع تصاعد الضغوط الدولية لنزع سلاح حزب الله وتطبيق القرار الدولي 1701.
إفراج عن أسرى لبنانيين.. بادرة حسن نية؟
في سياق متصل، أفرجت إسرائيل عن خمسة أسرى لبنانيين، وهو ما اعتبرته تل أبيب بادرة حسن نية تزامناً مع اقتراب تولي الرئيس اللبناني الجديد مهامه. لكن، هل هذه الخطوة كافية لكسر الجليد؟
سلاح حزب الله.. العقبة الكبرى
يبقى سلاح حزب الله هو العائق الأكبر أمام أي تطبيع محتمل. فقد دعا وزير العدل اللبناني الحكومة إلى إدراج ملف تسليم سلاح الحزب للدولة على جدول أعمالها، مؤكداً على أن هذا الشرط أساسي لتطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن السيادة اللبنانية. كما أكدت مصادر حكومية أن رئيس الحكومة وعد بعقد جلسة لمجلس الدفاع الأعلى لبحث هذه القضية الحساسة، وسط ضغوط دولية متزايدة.
التطبيع في ظل الاحتلال.. مستحيل؟
يرى الكاتب والباحث السياسي رضوان عقيل، في حديثه لبرنامج "التاسعة" على قناة سكاي نيوز عربية، أن الحديث عن التطبيع ليس جديداً، فقد طُرح سابقاً خلال الاجتياحين الإسرائيليين للبنان. لكنه يصر على أن هذا الأمر يصطدم باستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية. وأشار عقيل إلى أن إسرائيل أرسلت رسائل غير مباشرة عبر الولايات المتحدة، مفادها أنها لن تنسحب إلا في إطار اتفاق سلام، ولو كان "بارداً". كما أكد عقيل أن الدستور اللبناني يحظر التعامل مع إسرائيل، مشيراً إلى عدم احترام إسرائيل للاتفاقيات الدولية، مستشهداً بسياساتها تجاه الفلسطينيين في مصر والأردن.
في باريس، اجتمع ممثلون عن فرنسا وإسرائيل ولبنان والولايات المتحدة لمناقشة القضايا العالقة بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، في مؤشر على محاولات دبلوماسية قد تُمهد لمسار جديد في المنطقة. لكن الطريق ما زال طويلاً وشائكاً، خاصةً في ظل التعقيدات السياسية والأمنية على الساحة اللبنانية.
لمزيد من المعلومات حول المفاوضات الدولية، تفضل بزيارة موقع الأمم المتحدة للاطلاع على آخر التطورات.