عرب وعالم

حرب تجارية تلوح في الأفق: كندا ترد على ترامب برسوم جمركية بقيمة 21 مليار دولار

كتب: أحمد خالد

أشعلت قرارات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المتعلقة بفرض رسوم جمركية على الصلب والألمنيوم فتيل أزمة تجارية عالمية، كان آخر فصولها إعلان كندا عن فرض رسوم تجارية انتقامية على سلع أمريكية تقدر قيمتها بـ 21 مليار دولار. هذا القرار الكندي، الذي جاء رداً على سياسات ترامب الحمائية، يزيد من مخاوف اندلاع حرب تجارية شاملة قد تُلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد العالمي.

رسوم جمركية انتقامية: كندا تضرب بيد من حديد

رد فعل حاسم على سياسات ترامب

أعلنت الحكومة الكندية، في مؤتمر صحفي عُقد يوم الأربعاء، فرض هذه الرسوم، واصفةً تعريفات ترامب بأنها «غير مبررة تماماً، وغير عادلة، وغير منطقية». وقد شدد وزير الابتكار والعلوم والصناعة الكندي، فرانسوا فيليب شامبين، على أن إدارة ترامب تُعيد إدخال الفوضى وعدم الاستقرار في شراكة تجارية كانت ناجحة للغاية، مُشيراً إلى أن هذه الرسوم ستزيد من تكاليف السلع اليومية للأسر الكندية والأمريكية على حد سواء. يُذكر أن كندا تُعد أكبر مورد أجنبي للصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، مما يجعل قرار ترامب ذا تأثير بالغ على الاقتصاد الكندي والعلاقات التجارية بين البلدين.

اتفاق تهدئة مؤقت، ثم التصعيد

يأتي إعلان كندا عن هذه الرسوم الانتقامية رغم التوصل إلى اتفاق تهدئة مؤقت يوم الثلاثاء مع إدارة ترامب، والذي نجح في تجنب فرض رسوم إضافية بنسبة 25% على مستهلكي الكهرباء الأمريكيين من كندا. وكان ترامب قد هدد بزيادة الرسوم على الصلب والألمنيوم إلى 50% إذا ما مضت مقاطعة أونتاريو قدماً في فرض رسوم إضافية على الكهرباء. لكن يبدو أن هذا الاتفاق لم يكن سوى هدنة مؤقتة، سرعان ما تلاشت أمام الرد الكندي الحازم.

حرب تجارية عالمية وشيكة؟

الاتحاد الأوروبي والصين ينضمان إلى المعركة

لم تكن كندا وحدها من ردت على سياسات ترامب التجارية. فقد أعلن الاتحاد الأوروبي بالفعل عن استهداف مجموعة من السلع الأمريكية بقيمة 28 مليار دولار، شملت اللحوم والدراجات النارية والويسكي، بالإضافة إلى الصلب والألمنيوم. كما أشارت الصين إلى استعدادها لاتخاذ إجراءات انتقامية مماثلة. هذه التحركات المتتالية تزيد من احتمالية اندلاع حرب تجارية عالمية، قد يكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، وتُهدد بتعطيل آفاق النمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.

مخاوف اقتصادية عالمية

يخشى الخبراء من أن هذه الحرب التجارية لن تؤثر فقط على الحكومات والشركات الكبرى، بل ستصل تبعاتها إلى المستهلكين العاديين، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع وزيادة التضخم. فمع تصاعد التوترات التجارية، يصبح من الصعب التنبؤ بتداعياتها على المدى الطويل، وتزداد احتمالية حدوث اضطرابات اقتصادية عالمية قد تُلقي بظلالها على الاستقرار العالمي.

إنّ هذه الأزمة التجارية تُبرز أهمية الحوار والتعاون الدولي في حل النزاعات التجارية، وتُظهر خطورة اللجوء إلى الحمائية التجارية كوسيلة لحل الخلافات. فالتعاون الدولي هو السبيل الوحيد لضمان استقرار الاقتصاد العالمي ورفاهية شعوب العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى