الأخبار

وفاة الشيخ أبو إسحاق الحويني.. رحيل عالم من أعلام السلفية

كتب: محمد أحمد

نعا الأزهر الشريف، اليوم، الشيخ أبو إسحاق الحويني، أحد أبرز علماء السلفية في مصر، بعد رحلة عطاء حافلة امتدت لـ 69 عامًا قضاها في خدمة السنة النبوية وعلومها. وقد تقدم الأزهر بخالص العزاء لأسرة الفقيد وطلابه ومحبيه، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

من هو الشيخ أبو إسحاق الحويني؟

كان الشيخ أبو إسحاق الحويني، رحمه الله، منتميًا للمدرسة السلفية العلمية، وهي مدرسة تعتمد على الكتب والمراجع الحديثة والقديمة كمصدر فكري رئيسي. وقد اشتهر بوضوحه وصراحته، وانتماءه الراسخ لمدرسته الفكرية، مما جعله يواجه مواقف صعبة، أبرزها موقفه الجريء ضد جماعة الإخوان المسلمين، حيث انتقد سلوكهم في فيديو على صفحته الرسمية، مؤكدًا على أن التمكين الحقيقي لا يأتي إلا بالعبودية لله سبحانه وتعالى.

أكد الشيخ -في الفيديو نفسه- أن الحكم في العالم مسؤولية جسيمة، ودعا إلى التأمل في الذات والسعي للعبودية الحقيقية قبل السعي للتغيير، متوقعًا أن يكشف الوقت من كان صاحب بصيرة ومن كان أعمى.

وفاة الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني

يُعدّ الشيخ أبو إسحاق الحويني أحد أعلام الحديث في العصر الحالي، وقد تميّز بمدرسة فكرية خاصة جعلت له احترامًا واسعًا في الأوساط الدينية بفضل وسطيته في التعامل مع القضايا الدينية والخلافية. وقد لعب دورًا مهمًا في نشر الدعوة السلفية في العالم العربي من خلال محاضراته وكتاباته المؤثرة، مُعتبرًا مرجعًا في علوم الحديث والشريعة الإسلامية.

نشأة ومسيرة الشيخ أبو إسحاق الحويني

وُلد الشيخ أبو إسحاق الحويني، اسمه الحقيقي حجازي محمد يوسف شريف، في 10 يونيو 1956 بقرية حوين بمحافظة كفر الشيخ. نشأ في بيئة ريفية متواضعة، وكرّس حياته للعلم الشرعي منذ صغره، متأثرًا بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني إلى درجة أنه لقّب بـ«ابن الألباني». تخرج من كلية الآداب، قسم اللغة الإسبانية، ثم عمل مُعيدًا في الكلية، ثم مُذيعًا ومترجمًا باتحاد الإذاعة والتلفزيون، لكنه سرعان ما توجه للدراسات الشرعية في جامعة الأزهر، حاصلاً على درجة الليسانس في علوم اللغة العربية والدراسات الإسلامية. كما أجرى دراسات خاصة في تفسير القرآن الكريم.

برز الشيخ كأحد رموز الدعوة السلفية، معروفًا بمحاضراته ودروسه في الحديث والتفسير والعقيدة، ومشاركته في مؤتمرات إسلامية عديدة، و تأليفه لعدة كتب منها: «النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة»، «إتحاف الناصح بترجمة الإمام الحافظ ابن الصلاح»، و«تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد».

المرض والوفاة والإرث العلمي

عانى الشيخ في سنواته الأخيرة من أزمات صحية متكررة أثّرت على نشاطه، وكان آخرها جلطة دماغية أثناء تواجده في قطر. وقد أعلن نجله، حاتم الحويني، وفاة والده في 17 مارس 2025، عبر صفحته على فيسبوك. يُخلّف الشيخ إرثًا علميًا كبيرًا من المحاضرات والمؤلفات، لا يزال مرجعًا هامًا لطلاب العلم الشرعي، وذلك بفضل دفاعه المستمر عن السنة النبوية ودعوته إلى التمسك بالمنهج السلفي.

للمزيد من المعلومات حول السلفية، يمكنك زيارة موقع الأزهر الشريف للاطلاع على المزيد من التفاصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى