السيسي وماكرون يطلقان شراكة استراتيجية جديدة بين مصر وفرنسا

كتب: أحمد الشامي
في زيارة رسمية رفيعة المستوى، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية وعزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف. شهدت الزيارة مباحثات ثنائية موسعة بين وفدي البلدين، توجت بتوقيع إعلان مشترك لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بالإضافة إلى عدد من مذكرات التفاهم.
الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا: آفاق جديدة للتعاون
أكد الرئيس السيسي في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس ماكرون، على أهمية هذه الزيارة التي تجسد مسيرة طويلة من التعاون المثمر بين البلدين. وأشار إلى أن ترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية يُعدّ خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون وفتح آفاق جديدة تحقق مصالح البلدين وتطلعات الشعبين.
محاور الشراكة الاستراتيجية
تناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك تكثيف الاستثمارات الفرنسية في مصر، وتوسيع انخراط الشركات الفرنسية في الأنشطة الاقتصادية المصرية. كما تم التأكيد على أهمية البناء على نتائج المنتدى الاقتصادي المصري الفرنسي لتعزيز التعاون ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
اتفق الجانبان على أهمية تنفيذ كافة محاور الشراكة، بما في ذلك الدعم المتبادل للترشيحات الدولية، وتعزيز فرص التعاون في مجالات هامة كتوطين صناعة السكك الحديدية، والتدريب الفني والمهني، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
مصر ودورها في استقرار المنطقة
أكد الرئيس السيسي على أهمية التعاون بين مصر وفرنسا في مجال الهجرة، وشدد على ضرورة دعم مصر في جهودها لمكافحة الهجرة غير الشرعية، خاصة في ظل استضافتها لأكثر من تسعة ملايين لاجئ. ورحب الرئيس السيسي بالدعم الفرنسي لمصر، الذي أسهم في اعتماد البرلمان الأوروبي قرار إتاحة الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالي المقدمة من الاتحاد الأوروبي بقيمة أربعة مليارات يورو. وهذا يعكس التقدير العميق للشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي، ويؤكد الدور المحوري لمصر كركيزة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وجنوب المتوسط والقارة الإفريقية.
الأزمة في غزة وسبل إحياء عملية السلام
تناول الرئيسان التطورات على الساحة الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الوضع في قطاع غزة. وأكدا ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن. ورفض الرئيسان أي دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. واستعرض الرئيس السيسي مع الرئيس ماكرون الخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار غزة، واتفقا على تنسيق الجهود بشأن مؤتمر إعمار غزة، الذي تعتزم مصر استضافته بمجرد وقف الأعمال العدائية.
أكد الرئيس السيسي أن تحقيق الاستقرار والسلام الدائم في الشرق الأوسط يظل بعيد المنال ما لم يتم التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية. وبحث الرئيسان سبل تدشين أفق سياسي لإحياء عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
تطورات إقليمية أخرى
تناولت المباحثات كذلك التطورات في سوريا ولبنان، حيث توافق الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضرورة مشاركة كافة مكونات الشعب السوري في العملية السياسية. وأكدا دعمهما للرئيس اللبناني الجديد والحكومة اللبنانية في جهودهما لتحقيق الاستقرار.
كما ناقش الرئيسان ملف الأمن المائي، حيث أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت في التعاون بين دول حوض النيل والالتزام بقواعد القانون الدولي. وتطرقا إلى الأوضاع في السودان، والتطورات الإقليمية في منطقتي الساحل والقرن الإفريقي، واتفقا على ضرورة تكثيف التعاون لتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المناطق.
أخيرًا، أكد الرئيسان حرصهما على استعادة حركة الملاحة الطبيعية في قناة السويس، وتفادي اضطرار السفن التجارية لاتباع مسارات بحرية بديلة نتيجة الهجمات التي استهدفت بعضها في مضيق باب المندب بسبب الحرب في غزة.