عزل الرئيس الكوري الجنوبي يُشعل الأزمة السياسية: قرار تاريخي من المحكمة الدستورية

كتب: أحمد محمود
في تطور دراماتيكي هز أركان السياسة الكورية الجنوبية، أيدت المحكمة الدستورية، اليوم، بالإجماع قرار عزل الرئيس يون سيوك-يول، وإقالته من منصبه، منهية بذلك فترة من الغموض السياسي والتكهنات التي أحاطت بمستقبله. وجاء هذا القرار التاريخي على خلفية فرضه الأحكام العرفية لفترة قصيرة في شهر ديسمبر الماضي، ما أثار جدلاً واسعاً في البلاد وأدى إلى مطالبات بإقالته.
قرار المحكمة الدستورية يُلزم بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة
ودخل الحكم، الذي تلاه القائم بأعمال رئيس المحكمة مون هيونج-بيه، حيز التنفيذ بشكل فوري، ما يستدعي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لاختيار رئيس جديد للبلاد. ويمثل هذا القرار لحظة فاصلة في تاريخ كوريا الجنوبية، حيث يُنظر إليه كأول مرة تُعزل فيها محكمة دستورية رئيسًا منتخبًا ديمقراطيًا من منصبه.
الأحكام العرفية تُشعل فتيل الأزمة السياسية
كان فرض الرئيس يون سيوك-يول للأحكام العرفية في ديسمبر الماضي، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث أثار غضب الرأي العام والمعارضة السياسية، الذين رأوا في هذه الخطوة تجاوزًا للسلطة وتعديًا على الحريات الديمقراطية. وقد برر الرئيس قراره آنذاك بوجود تهديدات أمنية خطيرة للبلاد، إلا أن المحكمة الدستورية رأت أن هذا التبرير غير كافٍ، وأن فرض الأحكام العرفية كان غير دستوري.
مستقبل كوريا الجنوبية في ظل مشهد سياسي مُعقد
يُلقي قرار عزل الرئيس بظلاله على مستقبل كوريا الجنوبية، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من عدم اليقين السياسي. فمن المتوقع أن تشهد البلاد منافسة شرسة بين مختلف القوى السياسية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل سعي كل طرف لفرض رؤيته لمستقبل البلاد. وتُواجه كوريا الجنوبية تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي، تتطلب قيادة قوية وحكيمة للتعامل معها بفعالية.
ماذا بعد العزل؟
مع عزل الرئيس يون، تتجه الأنظار نحو الانتخابات الرئاسية المرتقبة، التي ستُحدد مسار البلاد في السنوات القادمة. ويتوقع المراقبون أن تشهد الانتخابات منافسة حامية بين مختلف الأحزاب السياسية، في ظل رغبة كل منها في السيطرة على مقاليد السلطة. ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح كوريا الجنوبية في تجاوز هذه الأزمة السياسية، والحفاظ على استقرارها ونموها الاقتصادي؟