عرب وعالم

مأساة الأمومة: امرأة تفقد حياتها كل دقيقتين بسبب مضاعفات الحمل والولادة

كتب: د. أحمد محمود

هزّ تقريرٌ صادمٌ، صدر مؤخراً عن منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع هيئات أممية أخرى، الرأي العام العالمي، كاشفاً عن واقعٍ مريرٍ تعيشه النساء حول العالم. فقد أشار التقرير إلى أن عام 2023 شهد وفاة امرأة كل دقيقتين تقريباً نتيجةً لمضاعفاتٍ مرتبطةٍ بالحمل أو الولادة، مما يضع صحة الأم وسلامتها على رأس قائمة التحديات الصحية العالمية المُلحة. هذه الأرقام المقلقة تدق ناقوس الخطر، وتستدعي تحركاً عاجلاً لمعالجة الأسباب الكامنة وراء هذه المأساة الإنسانية.

أرقامٌ صادمةٌ تُنذر بخطرٍ داهم

تُسلط هذه الإحصائيات الضوء على حجم المأساة التي تعصف بالنساء في مختلف أنحاء العالم، حيث تُعتبر مضاعفات الحمل والولادة من أبرز أسباب وفيات النساء في سن الإنجاب. يكشف التقرير عن حقيقةٍ مُرّةٍ، مفادها أن مئات الآلاف من النساء يفقدن حياتهن سنوياً أثناء أداء وظيفتهن البيولوجية، تاركاتٍ وراءهن أطفالاً يتامى وأُسراً مفجوعة. هذه الخسائر الفادحة لا تُمثل فقط مأساةً إنسانيةً، بل تُشكل أيضاً عائقاً كبيراً أمام التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

أسبابٌ متعددةٌ وراء هذه الكارثة

تتعدد الأسباب الكامنة وراء ارتفاع معدلات وفيات الأمهات، منها نقص الرعاية الصحية الكافية، وعدم توفر الكوادر الطبية المُدربة، بالإضافة إلى محدودية الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، لا سيما في المناطق الريفية والنائية. كما تلعب العوامل الاجتماعية والاقتصادية دوراً هاماً في تفاقم هذه المشكلة، حيث تُعاني العديد من النساء من سوء التغذية والفقر، مما يزيد من مخاطر الحمل والولادة. يُضاف إلى ذلك انتشار بعض الممارسات التقليدية الضارة التي تُؤثر سلباً على صحة الأم.

دعوةٌ عالميةٌ للتحرك العاجل

أمام هذه الأرقام المقلقة، بات من الضروري تكثيف الجهود الدولية لمواجهة وفيات الأمهات. يُطالب التقرير بضرورة توفير الخدمات الصحية الشاملة لجميع النساء، وتحسين جودة الرعاية الصحية المُقدمة لهن، وذلك من خلال تدريب الكوادر الطبية وتزويد المرافق الصحية بالمعدات اللازمة. كما يُشدد التقرير على أهمية تمكين المرأة وتحسين وضعها الاجتماعي والاقتصادي، مما يُسهم في خفض معدلات الوفيات المرتبطة بالحمل والولادة. ويمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات حول صحة الأم من خلال موقع منظمة الصحة العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى