داماك تستثمر 20 مليار دولار في مراكز البيانات.. سجواني: الذكاء الاصطناعي سيُغيّر العالم!

كتب: محمد سامي
أعلنت داماك، الشركة العقارية الرائدة التي تضم خبرة تزيد عن 25 عامًا، عن توسعها الاستراتيجي الضخم في قطاع مراكز البيانات، مستثمرةً 20 مليار دولار في هذا المجال الواعد. ويأتي هذا القرار في أعقاب التحولات العالمية الهائلة التي شهدها العالم خلال جائحة كورونا، والتي أدت إلى زيادة هائلة في الحاجة إلى قدرات تخزين ومعالجة البيانات الضخمة، خاصة مع ازدهار التجارة الإلكترونية، وتطبيقات التواصل المرئي، ومحتوى الفيديو الرقمي.
التحول نحو مراكز البيانات: استراتيجية داماك الجديدة
خلال جلسة حوارية مميزة في القمة العالمية للحكومات، أدارتها الإعلامية لبنى بوظة، مدير قسم الاقتصاد في سكاي نيوز عربية، كشف حسين سجواني، مؤسس ورئيس مجلس إدارة داماك، عن تفاصيل هذه الاستراتيجية الطموحة. وأوضح سجواني أن داماك بدأت بالفعل في بناء مراكز بيانات منذ عام 2021، متواجدة حاليًا في عشر دول، من بينها ماليزيا، إندونيسيا، تايلاند، تركيا، السعودية، اليونان، وإسبانيا. وبالنظر إلى الطلب المتزايد على هذه المراكز، خاصةً مع تطوّر الذكاء الاصطناعي، ستركز داماك جهودها على آسيا وأوروبا خلال عامي 2023 و 2024، مع خطط لدخول السوق الأمريكية الضخمة في عام 2024، والتي وصفها سجواني بأنها أكبر بعشرة أضعاف من غيرها.
وعن أسباب هذا الاستثمار الضخم في أمريكا، أكد سجواني أن جائحة كورونا غيرت جذريًا طريقة عمل الشركات، وتفاعل المجتمعات مع التكنولوجيا. فقد شهدت التجارة الإلكترونية طفرة هائلة، كما ازداد اعتمادنا على تطبيقات رقمية مثل زوم وتيك توك، مما زاد الطلب على مراكز البيانات بشكلٍ كبير. ويعتبر هذا الاستثمار، بحسب سجواني، ضرورة استراتيجية لأي شركة تسعى للنجاح في العالم الرقمي.
أضاف سجواني أن داماك بدأت الاستثمار في هذا القطاع قبل أن يحقق الذكاء الاصطناعي قفزاته الكبيرة، مؤكداً أن هذه الخطوة كانت بمثابة رؤية استشرافية للمستقبل.
الذكاء الاصطناعي: مستقبل الأعمال والاقتصاد العالمي
تحدث سجواني عن رؤيته لمستقبل الذكاء الاصطناعي، بعد زيارته لوادي السيليكون، ولقاءاته مع كبار قادة هذا المجال. وأشار إلى أن ما نراه حاليًا من تطبيقات للذكاء الاصطناعي لا يمثل سوى 10% من إمكاناته الحقيقية، مؤكداً أن تأثيره سيكون أعمق بكثير من تأثير الإنترنت خلال العقود الماضية.
وذكر أن الذكاء الاصطناعي سيُعيد تشكيل سوق العمل، حيث ستحل التكنولوجيا محل العديد من الوظائف التقليدية، من البرمجة والمحاسبة وحتى المحاماة. وحذر من أن الشركات التي لا تتبنى هذه التقنيات ستواجه صعوبات كبيرة في المنافسة.
تجربة السيارات ذاتية القيادة: نظرة على المستقبل
شارك سجواني تجربته الشخصية مع السيارات ذاتية القيادة في سان فرانسيسكو، ووصفها بأنها مثالية مقارنةً بالاعتماد على السائقين التقليديين. وأكد أن هذه التقنية تمثل المستقبل، وستحدث ثورة في صناعة النقل واللوجستيات.
ونصح سجواني رواد الأعمال والمستثمرين بالتركيز على هذه التقنيات الناشئة، بدلاً من مقاومتها، للاستفادة من التحولات التكنولوجية الهائلة.
مستقبل سوق العقارات: هل ستقل قيمته؟
بالرغم من التطورات التكنولوجية المتسارعة، أكد سجواني أن سوق العقارات سيظل محافظاً على قيمته، طالما أن الموقع والجودة هما العاملان الأساسيان في تحديد قيمة الأصول. وأشار إلى أن العقارات في المواقع الحيوية، مثل برج خليفة، ستبقى تحتفظ بجاذبيتها. ولكنه أضاف مازحاً: “عندما يذهب الإنسان إلى الفضاء ويكتشف أرضًا أخرى، ويبدأ الجميع في الشراء هناك، وقتها ستقل قيمة العقارات على الأرض!”
وأكد سجواني أن التكنولوجيا لن تُقلل من قيمة العقارات، بل ستُحسّن الخدمات المقدمة، وتعزز تجربة العملاء، مما يجعل القطاع أكثر كفاءة وذكاءً.
نصائح قيّمة للشباب ورواد الأعمال
ختم سجواني حديثه بنصائح قيمة للشباب ورواد الأعمال، أبرزها: مواكبة تطور الذكاء الاصطناعي، إجراء بحوث دقيقة قبل اتخاذ أي قرار استثماري، عدم الاغترار بالنجاح، والتخطيط الاستراتيجي بعناية. وأكد على أهمية التفكير في المستقبل، بدلاً من التمسك بالماضي، وأن كل يوم يجب أن يبدأ بالبحث عن سبل التحسين والتطوير.
وتُجسّد كلمات سجواني رؤية قائد أعمال يُدرك أن المستقبل ينتمي لمن يتكيف مع التغيير، مما يضع داماك في طليعة الشركات التي تتبنى الابتكار والتطوير التكنولوجي.