منوعات

هل تزيد الروبوتات الذكية الشعور بالوحدة؟ دراسة جديدة تكشف النتائج المثيرة للقلق

كتب: أحمد سامي

كشفت دراسة جديدة أجرتها شركة أوبن إيه آي بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن علاقة مثيرة للقلق بين الاستخدام المكثف للروبوتات الذكية، مثل ChatGPT، وزيادة الشعور بالوحدة. فقد أظهرت النتائج الأولية أن قضاء وقت أطول في التفاعل مع هذه الروبوتات، سواء بالكتابة أو التحدث، يُرتبط بارتفاع مستويات التعلق العاطفي بها، بل وحتى الإفراط في استخدامها، ما يُؤدي في النهاية إلى شعور متزايد بالوحدة والعزلة.

هل نشهد ظاهرة إدمان عاطفي جديد؟

الدراسة، التي لم تخضع بعد للمراجعة النهائية من قبل خبراء آخرين، أثارت جدلاً واسعاً حول الأضرار العاطفية المحتملة لهذه التكنولوجيا المتطورة، خاصة بين الشباب والأفراد الذين يعانون من مشكلات نفسية. فقد سبق وأن واجهت شركة كاراكتر تكنولوجيز دعوى قضائية بسبب روبوت دردشة شجع على أفكار انتحارية، مما يبرز خطورة هذه الظاهرة.

أوبن إيه آي، صاحبة ChatGPT، تسعى جاهدة لفهم أعمق لتأثير روبوتاتها على مستخدميها. وقالت ساندهيني أغاروال، رئيسة فريق الذكاء الاصطناعي الموثوق في الشركة، إن هدفهم الرئيسي هو تمكين المستخدمين من فهم أثر هذه التقنية عليهم، والتوجيه نحو تصميم منتجات أكثر أماناً ومسؤولية. وقد راقب الباحثون حوالي 1000 شخص لمدة شهر، باستخدام إصدارات نصية وصوتية مختلفة من ChatGPT، لمدة لا تقل عن خمس دقائق يومياً.

التعلق العاطفي.. هل هو السبب؟

أظهرت النتائج أن الأفراد الذين يميلون للتعلق العاطفي في علاقاتهم الإنسانية، ويميلون للثقة في ChatGPT بشكل أكبر، كانوا أكثر عرضة للشعور بالوحدة، ويكونون أكثر تعلقاً عاطفياً بالروبوت نفسه. ولكن بشكل مُفاجئ، لم تُظهر الدراسة اختلافات واضحة في التأثيرات بين المستخدمين الذين تفاعلوا مع الإصدارات الصوتية المختلفة.

في دراسة ثانية، حلل الباحثون ملايين المحادثات بين المستخدمين وChatGPT، وأجروا استطلاعات رأي واسعة، وخلصوا إلى أن نسبة ضئيلة جداً من المستخدمين يستخدمون التطبيق لأغراض عاطفية بحتة. لكن هذا لا ينفي وجود مشكلة محتملة تستحق الدراسة والبحث المتعمق.

أكدت كاثي مينجيينج فانج، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، على ضرورة الحذر من استخلاص استنتاجات متسرعة، مشيرة إلى أن الدراسة لم تأخذ في الاعتبار عامل مدة الاستخدام، ولم تقارن نتائجها بمجموعة تحكم لا تستخدم الروبوتات الذكية. لكنها شددت على أهمية إجراء المزيد من الدراسات لفهم تفاعل البشر مع الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق، وذلك لتقييم تأثيره الحقيقي على حياة الأفراد.

يُشير بات باتارانوتابورن، باحث مشارك آخر، إلى أهمية فهم تأثير هذه التقنيات على حياة الناس، لا التركيز فقط على الذكاء الاصطناعي نفسه، خاصةً مع انتشاره الواسع و تأثيره المتزايد على حياتنا اليومية. يمكنكم الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول المخاطر النفسية المرتبطة بالروبوتات الدردشة من خلال هذا الرابط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى