عرب وعالم

جامعات أسترالية: ترمب يهدد أبحاثنا!

كتب: عمرو خالد

أثارت إجراءات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بشأن تمويل الأبحاث في جامعات أستراليا، حالة من القلق الشديد، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على مستقبل البحوث الطبية والدفاعية في البلاد.

تخفيضات في التمويل وشكوك حول الولاء

أعلنت مجموعة الثماني، وهي تحالف يضم كبريات الجامعات الأسترالية المعروفة بأبحاثها المتقدمة، أن إدارة ترمب قامت بتخفيض التمويل المقدم لبعض الباحثين الأستراليين، وطالبت آخرين بإثبات أن أبحاثهم تتماشى مع المصالح الأمريكية. هذا الإجراء، بحسب الجامعات، قد يعرض أبحاثًا حيوية في مجالات طبية ودفاعية للخطر.

وقد طُلب من بعض الباحثين الذين يتلقون تمويلًا من وكالات اتحادية أمريكية، ملء استبيان مكون من 36 نقطة لتقييم مدى امتثال أبحاثهم لأجندة ترمب، متضمنًا أسئلة حول برامج التنوع والمساواة التي تسعى إدارة ترمب لإلغائها. يُعد هذا الاستبيان بمثابة اختبار للولاء أكثر منه تقييمًا علميًا محايدًا.

قلق أسترالي وتدخل مطلوب

أعربت الرئيسة التنفيذية لمجموعة الثماني، فيكي تومسون، عن قلقها البالغ بشأن تداعيات سياسة ترمب، مؤكدة أنها لا تقتصر فقط على البحوث الطبية، بل تمتد لتشمل التعاون الدفاعي الأسترالي الأمريكي. وقد طالبت المجموعة الحكومة الأسترالية بالتدخل لحماية أبحاثها.

من جانبها، رفضت السفارة الأمريكية في كانبرا التعليق على الأمر، بينما لم تصدر وزارة التعليم الأسترالية أي رد حتى الآن. وتجدر الإشارة إلى أن جامعات مجموعة الثماني تُنفذ 70% من إجمالي الأبحاث الجامعية في أستراليا، والولايات المتحدة هي أكبر شريك بحثي لها، حيث تلقت هذه الجامعات نحو 161.6 مليون دولار أمريكي كمنح من المعاهد الوطنية للصحة بين عامي 2020 و2024.

خلفية القرارات المثيرة للجدل

يأتي هذا القرار في سياق تصريحات سابقة للرئيس ترمب، أعلن فيها عزمه وقف التمويل الاتحادي عن الكليات والمدارس التي تسمح باحتجاجات يعتبرها “غير قانونية”، مهددًا بمعاقبة الطلاب المحتجين بالسجن أو الترحيل. وقد وصف هذا التهديد من قِبل مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير بأنه “مروع”، محذرًا من أنه قد يُخيف الطلاب ويمنَعهم من ممارسة حقهم في حرية التعبير.

على الرغم من أن الحكومة الأمريكية لا تسيطر على جميع المدارس والكليات، إلا أن سياسة ترمب بشأن التمويل الاتحادي تُشكل ضغطًا كبيرًا على المؤسسات التعليمية الأسترالية، مما يهدد استقلالية أبحاثها.

لمزيد من المعلومات حول حرية التعبير في الجامعات الأمريكية، يمكنك زيارة موقع الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى