أردوغان يتهم المعارضة بالنفاق.. واحتجاجات واسعة في إسطنبول على اعتقال إمام أوغلو

كتب: محمد صلاح الدين
شهدت تركيا تصعيدًا ملحوظًا في التوتر السياسي، وذلك على خلفية اعتقال عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، والذي أثار موجة غضب عارمة في الشارع التركي. فقد اتهم الرئيس رجب طيب أردوغان المعارضة، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، بـ”تضليل الأمة”، واصفًا محاولاتها لعرض قضاياها الداخلية على أنها المشكلة الرئيسية للبلاد بـ”ذروة النفاق”. وأكد أردوغان أنه لا يملك وقتًا ليضيعه مع المعارضة.
احتجاجات حاشدة وتداعيات اقتصادية
لكن هذه الاتهامات لم تلقَ قبولًا لدى المعارضة، التي اعتبرت اعتقال إمام أوغلو، وهو شخصية معارضة بارزة ومرشح محتمل للرئاسة، محاولةً مدفوعة سياسياً للقضاء على منافس قوي. وقد خرجت مظاهرات حاشدة في إسطنبول، لليلة الثانية على التوالي، تندد باعتقاله، متجاوزةً الحظر المفروض على التجمعات في المدينة. وانضم إلى الاحتجاجات منصور يافاس، عمدة أنقرة، داعيًا جميع أحزاب المعارضة إلى توحيد صفوفها ضد ما وصفه بـ”الظلم”.
لم تقتصر تداعيات اعتقال إمام أوغلو على الشارع فقط، بل امتدت إلى الأسواق المالية، حيث شهدت الليرة التركية تراجعًا حادًا تجاوز 10%، لتصل إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، مما أدى إلى توقف مؤقت في التداول لمنع عمليات البيع المكثفة. كما تراجعت الأسهم التركية وارتفعت عائدات السندات.
موجة اعتقالات وقمع
يُذكر أن اعتقال إمام أوغلو جاء بعد مداهمة منزله فجر الأربعاء، ضمن حملة قمع واسعة ضد شخصيات معارضة، شملت اعتقال عدد من رؤساء البلديات، مما أثار مخاوف دولية بشأن مستقبل الديمقراطية في تركيا. وقد واجهت الشرطة بعض المحاولات لاختراق الحواجز الأمنية في إسطنبول، كما استخدمت الغاز المسيل للدموع في أنقرة لتفريق المتظاهرين.
وتُشير هذه الأحداث إلى تصاعد حدة التوتر السياسي في تركيا قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المشهد السياسي في البلاد.