عرب وعالم

بوتين يزور كورسك ويُصدر أوامر عسكرية جديدة

كتب: إلياس نصر

في زيارة مفاجئة لمنطقة كورسك الحدودية، التي تشهد مواجهات عنيفة مع القوات الأوكرانية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء 12 مارس 2025، عزمه على تحقيق نصر حاسم على كييف في أقصر وقت ممكن. وقد ظهر بوتين مرتديًا الزي العسكري، ما يعكس أهمية هذه الزيارة الاستراتيجية.

تصريحات بوتين القوية

أكد بوتين ثقته التامة بقدرات الجيش الروسي، مُشددًا على ضرورة إتمام جميع المهام القتالية الموكلة إليهم. ووصف بوتين الوضع في كورسك بأنه يحتاج إلى تحرير كامل وسريع من العدو، مُضيفًا أن إنشاء منطقة أمنية على امتداد الحدود الروسية الأوكرانية هو هدف استراتيجي لا بد من تحقيقه.

التطورات الميدانية في كورسك

أشارت التقارير الروسية إلى تحقيق تقدم كبير في منطقة كورسك، حيث تم تحرير أكثر من 1100 كيلومتر مربع من الأراضي المحتلة. كما أعلنت موسكو عن خسائر فادحة في صفوف القوات الأوكرانية، قدرت بأكثر من 67 ألف جندي. هذه الأرقام، وإن كانت تحتاج إلى تأكيد من مصادر مستقلة، تُشير إلى معركة ضارية وشرسة في المنطقة.

من جانبه، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري جيراسيموف، عبور القوات الروسية للحدود في عدة مواقع، ووصولها إلى مقاطعة سومي الأوكرانية. وأكد جيراسيموف على أن مهمة القضاء على القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك والوصول إلى الحدود الدولية ستُنجز بأسرع وقت ممكن. وقد عززت هذه التصريحات من صورة القوة والثقة التي سعت روسيا لإظهارها.

في المقابل، أعلن القادة العسكريون الأوكرانيون عن تراجع قواتهم في وجه التقدم الروسي المتسارع في كورسك. ويُشير هذا إلى ضغط عسكري هائل على القوات الأوكرانية في تلك المنطقة الحيوية.

تحليل الوضع

تُعتبر زيارة بوتين لكورسك، وخصوصًا بزيّه العسكري، رسالة واضحة على أهمية هذه الجبهة في الصراع الدائر. و تُظهر التصريحات الروسية تصميمًا واضحًا على تحقيق مكاسب ميدانية سريعة في كورسك، وذلك لتثبيت موقفها على الحدود، ومنع أي تهديدات محتملة من الجانب الأوكراني. من جهة أخرى، يُثير التقدم الروسي قلقًا بالغًا في كييف، خاصةً مع إعلان الخسائر الفادحة في صفوف الجيش الأوكراني. ولا يزال من المبكر حسم المعركة في كورسك، إلا أن التطورات الميدانية تُشير إلى مرحلة حاسمة في هذا المحور من الصراع.

تُمثل الأحداث في كورسك جزءًا لا يتجزأ من الصراع الأوكراني الأوسع نطاقًا، و يُتوقع أن تُؤثر على المسار المستقبلي للمفاوضات والجهود الدبلوماسية لحل الأزمة. فالتقدم العسكري الروسي قد يُؤدي إلى تغيير موقف الأطراف المعنية وإعادة ترتيب الأولويات الاستراتيجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى