نقابة الفنانين السوريين: انطلاقة جديدة نحو الحرية والإصلاح

كتب: ريم حنا
يشهد المشهد الفني السوري تحولاً مهماً مع تولي مازن الناطور منصب نقيب الفنانين. فبعد سنوات من العمل تحت وطأة ظروف قاسية، يُعدّ هذا التغيير فرصةً لإعادة بناء النقابة على أسس جديدة، بعيدة عن الممارسات التي وصفتها بعض التقارير بأنها شبيهة بـ«فرع مخابرات» تابع للنظام السابق.
أولوية الإصلاح: حقوق الفنانين والمعايير الأخلاقية
معالجة الملفات المالية والمعنوية
يُركز الناطور في خطته الإصلاحية على معالجة العديد من القضايا الملحة، بدءاً من الاستحقاقات المالية للمتقاعدين وتفعيل الضمان الصحي، وصولاً إلى مراجعة القوانين الداخلية والدستور النقابي. فهو يطمح لإجراء إصلاح شامل يعيد للنقابة هيبتها وفعاليتها، ويضمن حقوق الفنانين بشكل عادل وشفاف. وليس هذا فحسب، بل يشدد الناطور على ضرورة استعادة أخلاقيات العضوية، والابتعاد عن الاستقطاب السياسي والإملاءات الأمنية التي لطالما أثّرت سلباً على حرية التعبير والإبداع.
إنهاء عصر «المشبحين»
يُشير الناطور إلى أن النقابة في الماضي كانت تُحاسب الفنانين على آرائهم المعارضة، وأنها كانت تُدار من قبل شخصيات وصفها بـ«المشبحين». ويؤكد على أن الجمهور هو الحكم النهائي على الفنانين، وليس النقابة، مُشدّداً على ضرورة فصل العمل النقابي عن أي ضغوط سياسية أو أمنية.
مستقبل الفن السوري: أملٌ جديد
حرية الإبداع وتسليط الضوء على الماضي
يُعرب الناطور عن تفاؤله بمستقبل الفن السوري في ظلّ هذه الإدارة الجديدة. فهو لا يرى أي مؤشرات على تقييد حرية الإبداع، بل على العكس، يُلمح إلى إمكانية حدوث انعطافة إيجابية في الدراما والفن السوري، من خلال تسليط الضوء على الأحداث الماضية بحرية أكبر، وفتح المجال أمام روايات متنوعة تُعبّر عن تجارب الشعب السوري المختلفة.
انتخابات نزيهة وديمقراطية
يُؤكد الناطور أن تعيينه لفترة انتقالية قصيرة الهدف منها تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات نزيهة، تُعيد الديمقراطية إلى اختيار ممثلي الفنانين، وتضمن تمثيلًا عادلاً لجميع الفنانين السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو آرائهم.
إنّ هذه الخطوات تُمثل نقلة نوعية في مسيرة نقابة الفنانين السوريين، وتُبشر بأمل جديد في إحياء المشهد الفني السوري، وتوفير بيئة حاضنة للإبداع والحرية.