عرب وعالم

لافروف: عودة العلاقات الأمريكية الروسية إلى مسارها الطبيعي

كتب: ياسر عبد الرحمن

وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأوضاع الحالية في الولايات المتحدة بأنها عودة إلى المسار الطبيعي، معلقاً: “هناك إدارة سليمة في السلطة الآن”. جاء هذا التصريح في أعقاب لقاء جمع لافروف بنظيره الأمريكي ماركو روبيو في الرياض، حيث أشار لافروف، وفقاً لقناة روسيا اليوم، إلى رغبة مشتركة في إعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي.

عودة العلاقات الأمريكية الروسية: تفاؤل حذر

أوضح لافروف أن اللقاء في الرياض أبرز وجود رغبة متبادلة في عودة العلاقات إلى طبيعتها. وقد أشار إلى أن أساس السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس ترامب كان حماية المصالح الوطنية الأمريكية، وهو ما يدركه الأمريكيون الآن، لكنهم يدركون أيضاً أن الدول الأخرى لديها مصالحها الوطنية الخاصة التي يجب مراعاتها.

التعامل مع نقاط الاختلاف

لم يخف لافروف حقيقة أن الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان مصالح وطنية لن تتطابق أبداً بشكل كامل، بل إن التوافق قد لا يتجاوز نسبة 50%. لكن هذا لا يعني استحالة التعاون. فقد أكد على ضرورة العمل على تطوير مجالات التعاون المشترك حيثما أمكن ذلك. أما في حال وجود تضارب في المصالح، فيجب على كلا البلدين، بصفتهما دولتان مسؤولتان، أن تبذلا قصارى جهدهما لمنع تصعيد هذه التناقضات لتجنب مواجهة، خاصة مواجهة عسكرية قد تحمل عواقب كارثية على العالم أجمع.

التعاون في ظل المصالح المتباينة

تصريحات لافروف تحمل دلالة هامة على رغبة روسيا في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنها أيضاً تعكس إدراكاً عميقاً لتعقيدات هذه العلاقات. فالتعاون ليس أمراً مستحيلاً، بل هو ممكن في مجالات محددة، لكن إدارة نقاط الاختلاف والعمل على منع التصعيد يبقى أمراً بالغ الأهمية. وتشير هذه التصريحات إلى أن روسيا ترى في الإدارة الحالية في الولايات المتحدة فرصة لتحقيق ذلك.

يُلاحظ أن لافروف يركز على مبدأ احترام المصالح الوطنية لكلا البلدين، وهو مبدأ أساسي لبناء علاقات دولية مستقرة وفعالة. فالتعاون المثمر يتطلب فهماً عميقاً لهذه المصالح، وإيجاد سبل للتعاون في المجالات التي تتقاطع فيها، مع إدارة الحذر اللازم في المجالات التي توجد فيها نقاط خلاف.

يبقى مستقبل العلاقات الأمريكية الروسية رهناً بالقرارات والخطوات العملية التي ستتخذها كل من واشنطن وموسكو. لكن تصريحات لافروف تُشير إلى وجود توجه نحو إعادة بناء جسور الثقة، وإيجاد أرضية مشتركة للتعاون، على الأقل في بعض المجالات. وسيكون من المهم متابعة التطورات في هذا الشأن، وملاحظة ما إذا كانت هذه التصريحات ستترجم إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى