غارات أمريكية عنيفة على الحوثيين.. تصعيد عسكري وقلق إنساني

كتب: عمرو الجندي
شهدت اليمن تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، بعدما أصدر الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب أوامره للجيش الأمريكي بشنّ هجمات جوية وبحرية «حاسمة وقوية» ضد مواقع جماعة الحوثيين. وقد وصف ترامب هذه العملية بأنها رد فعل حازم على ما أسماه «إعاقة الحوثيين لحركة الشحن في أحد أهم الممرات المائية العالمية»، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تتهاون في حماية حرية الملاحة الدولية.
الغارات الأمريكية: دمار واسع النطاق
أسفرت الغارات الأمريكية، التي استهدفت صنعاء وصعدة ومناطق أخرى، عن مقتل ما لا يقل عن 31 شخصًا، وفقًا لمصادر متعددة. وقد استمرت هذه الحملة العسكرية عدة أيام، وتركزت على تدمير البنية التحتية العسكرية للحوثيين، بما في ذلك مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، ومخازن الأسلحة، بالإضافة إلى مراكز القيادة والتحكم. وتهدف هذه الغارات، بحسب الإدارة الأمريكية، إلى منع الحوثيين من شنّ هجمات مستقبلية ضد السفن التجارية والقوات الدولية في المنطقة.
ردود فعل غاضبة من الحوثيين
وصف محمد عبد السلام، الناطق باسم جماعة الحوثيين، الغارات الأمريكية بأنها «عدوان سافر» على اليمن، مُشددًا على أنها تُشجع «كيان العدو الإسرائيلي» على مواصلة ما أسماه «حصاره الجائر على غزة». ونفى عبد السلام مزاعم ترامب حول تهديد الحوثيين للملاحة الدولية في مضيق باب المندب، واصفًا إياها بـ«التضليل الإعلامي». وأضاف أن الحظر البحري الذي أعلنته جماعته يقتصر فقط على الملاحة الإسرائيلية، وذلك حتى يتم إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدًا أن الملاحة الدولية في البحر الأحمر ستبقى آمنة من جهة اليمن.
الأزمة الإنسانية تتفاقم
أدت الغارات الأمريكية، بالإضافة إلى استمرار الصراع في اليمن، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية في البلاد. يعاني ملايين اليمنيين من نقص حاد في الغذاء والدواء، وقد أعربت منظمات إنسانية دولية عن بالغ قلقها من أن يؤدي التصعيد العسكري إلى مزيد من المعاناة للمدنيين الأبرياء. يُذكر أن اليمن تعاني من أزمة إنسانية حادة منذ سنوات، مما يزيد من خطورة الوضع الراهن، ويدعو إلى ضرورة وقف إطلاق النار والعمل على حل سياسي سلمي للأزمة.
لمزيد من المعلومات حول الأزمة الإنسانية في اليمن، يمكنك زيارة موقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للحصول على أحدث التقارير والإحصائيات.