الذهب يخترق حاجز 3000 دولار.. صدمة عالمية وارتفاع قياسي!

شهد العالم حدثًا اقتصاديًا غير مسبوق، حيث تجاوز سعر الذهب الفوري حاجز 3000 دولار أمريكي للأونصة لأول مرة في التاريخ! قفزة تاريخية أثارت دهشة الأسواق العالمية، وأطلقت موجة من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع الصاروخي، وتأثيره على الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى التوقعات المستقبلية لسعر المعدن الأصفر.
ارتفاع تاريخي يذهل العالم
ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.6% لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 2977.36 دولارًا للأونصة، قبل أن يتخطى هذا الرقم حاجز 3000 دولار. ويُعد هذا الارتفاع هو الثاني عشر من نوعه خلال عام 2025، مما يعكس اتجاهًا صعوديًا ملحوظًا.
ما هي العوامل التي ساهمت في هذا الارتفاع؟
يتمثل أحد أهم أسباب هذا الصعود في ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة. فمع صدور بيانات التضخم، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1%، حيث يعتبره المستثمرون ملاذًا آمنًا لحماية مدخراتهم من تآكل قيمة العملة.
وليس التضخم وحده، بل إنّ مشتريات البنوك المركزية، وعلى رأسها الصين، لعبت دورًا كبيرًا في هذا الارتفاع. فقد واصلت الصين، على سبيل المثال، شراء الذهب للشهر الرابع على التوالي، وفقًا لبنك الشعب الصيني، مما يعكس ثقة متزايدة في المعدن الأصفر كأصل استثماري آمن.
كما ساهمت حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي العالمية، بما في ذلك التوترات السياسية والتغيرات في التعريفات الجمركية الأمريكية، في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.
أخيرًا، سجل صندوق “SPDR Gold Trust”، أكبر صندوق استثماري مدعوم بالذهب عالميًا، ارتفاعًا في حيازاته إلى 907.82 طنًا متريًا، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2023، مما يعكس زيادة الطلب على صناديق الاستثمار في الذهب.
تأثير الارتفاع على الأسواق الأخرى
لم يقتصر تأثير ارتفاع سعر الذهب على المعدن الأصفر نفسه، بل امتد إلى المعادن الثمينة الأخرى. فقد ارتفع سعر الفضة بنسبة 1.7% ليصل إلى 33.79 دولارًا للأوقية، مع توقعات بوصوله إلى 34 دولارًا. كما ارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.9% ليصل إلى 993 دولارًا، والبلاديوم بنسبة 0.8% ليصل إلى 956.85 دولارًا للأوقية.
التوقعات المستقبلية للذهب
يتوقع محمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة “سبائك”، استمرار ارتفاع سعر الذهب ليصل إلى 3000 دولار للأونصة مع نهاية مارس 2025، مشيرًا إلى استمرار مشتريات البنوك المركزية وعدم اليقين في السياسات النقدية الأمريكية.
وتتفق مؤسسة “ستاندرد تشارترد” مع هذا التوقع، مؤكدة أن الطلب القوي على صناديق الاستثمار المتداولة، بالإضافة إلى استمرار شراء البنوك المركزية للذهب، سيساهمان في الحفاظ على الزخم الصعودي للذهب خلال الفترة المقبلة.
لماذا يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا؟
يُعرف الذهب تاريخيًا بأنه ملاذ آمن في أوقات الأزمات الاقتصادية والاضطرابات الجيوسياسية. فمع ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملات، يلجأ المستثمرون إليه لحماية ثرواتهم من التقلبات الاقتصادية. كما يُعتبر أصلًا عالميًا، يُتداول بسهولة في الأسواق العالمية، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمستثمرين الذين يبحثون عن الاستقرار.
يُختتم هذا التقرير التاريخي بتأكيد أن وصول سعر الذهب إلى 3000 دولار للأونصة يعكس تحولات كبيرة في الأسواق العالمية، ومن المتوقع أن يظل الذهب الخيار الأمثل للمستثمرين الذين يبحثون عن الأمان والاستقرار المالي في ظل استمرار التوترات الاقتصادية والجيوسياسية.