اقتصاد

الإسكندرية تغرق؟ دراسة تحذر من انهيار 7 آلاف عقار بحلول 2050!

كتب: أحمد جمال

في شوارع الإسكندرية العتيقة، تتشابك حكايات أهلها مع مخاوف متزايدة من غرق مدينتهم التاريخية. من حي المكس، حيث يصارع الصياد عادل السبعيني تراجع مصدر رزقه، إلى منطقة بحري، حيث تقاوم نجلاء فريد تغلغل المياه المالحة في متجرها، وصولًا إلى سيدي بشر، حيث يواجه المهندس علاء حسن تحديات هندسية معقدة في مشاريع بناء مهددة بالمياه الجوفية، جميعهم يروون قصصًا تُنذر بخطر داهم.

تآكل الشواطئ وانهيار المباني

شهدت الإسكندرية سلسلة من انهيارات المباني خلال الأشهر الأخيرة، ما أثار قلقًا بالغًا. ففي فبراير الماضي، انهارت بناية في باكوس بحي شرق الإسكندرية، وفي أبريل، لقي 3 أطفال وأمهم مصرعهم إثر انهيار عقار في بحري. تلك الحوادث المتكررة دفعت للتساؤل: هل هي مجرد حوادث عرضية، أم مؤشر على أزمة أعمق؟

دراسة حديثة تُنذر بالخطر

دراسة حديثة شارك فيها الدكتور عصام حجي، الباحث بوكالة ناسا، تُنذر بغرق أجزاء من الإسكندرية وانهيار ما يقرب من 7 آلاف عقار بحلول عام 2050. الدراسة تُشير إلى أن تغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر يُفاقمان من تآكل الشواطئ وتسرب المياه المالحة، ما يُضعف أساسات المباني ويهددها بالانهيار.

بين التأييد والتشكيك

بينما أيدت بعض الأبحاث نتائج الدراسة، شككت أصوات أخرى في دقتها ومنهجيتها. الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، وصف نتائج الدراسة بـ”المبالغ فيها”، مشيرًا إلى أن عدد المباني المنهارة ضئيل مقارنة بإجمالي عدد المباني في المدينة. في المقابل، أكد الدكتور صابر عثمان، خبير التغيرات المناخية، أن التحذيرات من مخاطر التغير المناخي على الإسكندرية ليست جديدة، وأن الدراسة تستند إلى سيناريوهات علمية معتبرة.

هل التأمين هو الحل؟

في ظل التهديدات المتزايدة، طرح خبراء التأمين التأمين كأحد حلول التكيف مع تغير المناخ. ولكن، يواجه التأمين في هذا السياق تحديات كبيرة، أبرزها صعوبة تسعير المخاطر بدقة في ظل التغير المناخي المتسارع وضعف البيانات المتوفرة.

حلول مُقترحة

الدراسة تقترح 5 إستراتيجيات رئيسة للتخفيف من أخطار تآكل الشواطئ وغرق الإسكندرية، تشمل: الحماية الصلبة، والحماية الناعمة، والإقامة، والتكيف القائم على النظام البيئي، والتراجع المُدار. وتُشدد الدراسة على أهمية اتباع نهج متكامل يأخذ في الاعتبار الخصائص الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية للمدينة.

كلمة أخيرة

يبقى مصير الإسكندرية رهنًا بمدى جدية التعامل مع تحديات التغير المناخي وتنفيذ حلول فعالة للحماية من الغرق. فهل ستنجح المدينة في مواجهة هذا الخطر الداهم، أم ستُصبح أطلانتس العصر الحديث؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى