نداء الأمم المتحدة لمواجهة إرث تجارة الرقيق عبر الأطلسي

كتب: محمد أبوزيد
دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد فيليمون يانج، إلى هدم أسوار الظلم المتجذرة في إرث تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، مؤكداً أنها تُمثل واحدة من أظلم صفحات التاريخ البشري. وطالب يانج ببناء مجتمعات أكثر عدلاً تُحترم فيها الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان، مُشدداً على الضرورة الأخلاقية الملحة لوضع أسس مستقبل قائم على العدالة والمساواة.
آثار لا تُمحى بسهولة
على الرغم من إلغاء الرق رسميًا، واستعادة الدول الإفريقية سيادتها، إلا أن آثار تجارة الرقيق لا تزال باقية، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة. فلا تزال سياسات ومؤسسات عديدة تُديم العنصرية والقمع المنهجي ضد المنحدرين من أصل إفريقي، ما يتطلب جهدًا جماعيًا لتصحيح هذا الخطأ التاريخي.
أكثر من 25 مليون ضحية
في كلمته خلال الجلسة العامة السنوية للاحتفال باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، أشار يانج إلى أن ما بين 25 و30 مليون شخص تم اقتلاعهم قسريًا من ديارهم ونقلهم من إفريقيا إلى منطقة البحر الكاريبي والأمريكيتين على مدى 400 عام، مُشيراً إلى أن الكثيرين منهم لم ينجوا من تلك الرحلات المروّعة.
دعوة إلى العدالة والمساواة
ودعا يانج إلى هدم هياكل عدم المساواة، وتعزيز القوانين التي تُعزز المساواة في جميع مناحي الحياة، من السكن والتوظيف إلى الرعاية الصحية والتعليم والعدالة الجنائية. كما طالب بتطبيق سياسات تُصحح الظلم التاريخي، وتُصون كرامة وحقوق المنحدرين من أصل إفريقي، وتُعالج التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية المتجذرة في استغلال الشعوب المستعبدة من خلال ضمان الوصول العادل إلى الموارد والفرص.
دور التعليم في مكافحة العنصرية
شدد رئيس الجمعية العامة على أهمية التعليم وإحياء ذكرى ضحايا الرق، داعيًا إلى دمج تاريخ شامل للرق وتداعياته في المناهج التعليمية العالمية. فالمجتمع المُطّلع، بحسب قوله، أكثر قدرة على مواجهة التحيز وتعزيز التعاطف، وبناء مستقبل خالٍ من العنصرية.
العقد الدولي للمنحدرين من أصل إفريقي
أشار يانج إلى العقد الدولي الثاني للمنحدرين من أصل إفريقي الذي أعلنته الجمعية العامة في عام 2024، مؤكداً أنه يمثل فرصة حاسمة لمواجهة إرث الرق والاستعمار. كما دعا إلى دعم المبادرات التي تعزز التعافي، سواء من خلال تدابير إصلاحية، أو اعتراف علني، أو مشاريع مجتمعية تهدف إلى المصالحة، مؤكداً على أن مكافحة بقايا الرق يجب أن تكون عالمية.
من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي بأنها وصمة عار على ضمير الإنسانية، مُشدداً على أن الأرباح الفادحة المتأتية من الرق والأيديولوجيات العنصرية لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم. ودعا جوتيريش إلى الوفاء بالالتزامات الدولية، بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.
وختم جوتيريش كلمته بالتأكيد على أن كرامة كل إنسان هي عقيدة الأمم المتحدة المؤسسية، داعيًا الجميع للوقوف ضد التمييز العنصري والكراهية، والدفاع عن حقوق الإنسان وكرامة الجميع.