منوعات

فضيحة أمنية تُثير ضجة.. مسؤولون في إدارة ترامب يستخدمون سيجنال لتخطيط حرب!

كتب: أحمد خالد

كشفت تقارير صحفية عن استخدام كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتطبيق التراسل المشفر “سيجنال” لتبادل خطط عسكرية حساسة. ولكن ما أثار ضجة كبيرة هو إدراج صحفي عن طريق الخطأ في إحدى الدردشات السرية، وهو ما دفع أعضاء في الكونجرس الديمقراطي إلى المطالبة بإجراء تحقيق رسمي في هذا “الاختراق الأمني” الخطير.

هل تطبيق سيجنال آمن حقاً؟

يُعرف تطبيق سيجنال بأنه خدمة مراسلة مفتوحة المصدر ومشفرة بشكل كامل، تعتمد على خوادم مركزية تُديرها شركة Signal Messenger. تقتصر البيانات المخزنة على الخوادم على أرقام الهواتف، وتاريخ بدء الاستخدام، وآخر معلومات تسجيل الدخول. أما جهات الاتصال، والمحادثات، وغيرها من البيانات، فتُخزن على جهاز المستخدم نفسه، مع إمكانية ضبط التطبيق لحذف المحادثات تلقائياً بعد فترة زمنية محددة. وتُشدد الشركة على أنها لا تستخدم الإعلانات، ولا تتبع بيانات المستخدمين، كما هو موضح على موقعها الإلكتروني الرسمي. وتمنح الشركة المستخدمين أيضاً إمكانية إخفاء أرقام هواتفهم، واستخدام رقم أمان إضافي لضمان أمن الرسائل.

من جانبه، أكد روكي كول، من شركة الأمن السيبراني “آي فيريفاي”، أن تطبيق سيجنال يتمتع بسمعة ممتازة، ويحظى بثقة واسعة في أوساط خبراء الأمن، مؤكداً أن الخطر لا يكمن في التطبيق نفسه، بل في ضعف أمن الأجهزة المستخدمة. وأوضح أن الجهات التي تهدد الدول تمتلك القدرة على اختراق الهاتف بأكمله عن بُعد، مما يسمح لها بقراءة جميع الرسائل، حتى تلك المشفرة عبر سيجنال.

كيف يعمل تطبيق سيجنال؟

يعتمد سيجنال على تشفير شامل من البداية إلى النهاية، مما يمنع مزود الخدمة من الوصول إلى محادثات ومكالمات المستخدمين وقراءتها. التطبيق متاح على جميع المنصات، ويُتيح المراسلة، والمكالمات الصوتية والمرئية، ويتطلب التسجيل برقم هاتف. وعلى عكس العديد من تطبيقات المراسلة الأخرى، لا يتتبع سيجنال بيانات المستخدم، وكود التطبيق متاح للعامة لضمان الشفافية والفحص المستمر من قبل خبراء الأمن. وقد دافعت مريديث ويتاكر، رئيسة شركة سيجنال، عن أمان التطبيق، ووصفته بأنه “المعيار الذهبي في الاتصالات الخاصة”.

من هو مؤسس سيجنال؟

تأسست شركة سيجنال في عام 2012 على يد رجل الأعمال الأمريكي موكسي مارلين سبايك. وفي فبراير 2018، أسس سبايك، بالتعاون مع برايان أكتون (المؤسس المشارك لواتساب)، مؤسسة سيجنال غير الربحية التي تشرف على التطبيق. وقدّم أكتون تمويلاً أولياً قدره 50 مليون دولار، بعد أن غادر واتساب بسبب خلافات حول استخدام بيانات العملاء والإعلانات. وتؤكد الشركة أنها غير مرتبطة بأي شركات تقنية كبرى، ولن تستحوذ عليها أي منها.

من يستخدم سيجنال؟

يحظى سيجنال بشعبية واسعة بين دعاة الخصوصية والناشطين السياسيين، وقد تحول من تطبيق غير معروف إلى أداة مراسلة تستخدمها وكالات حكومية ومنظمات عالمية. وقد شهد التطبيق نمواً هائلاً في عام 2021 بعد تغيير مثير للجدل في شروط خصوصية واتساب، حيث انتقل إليه العديد من المستخدمين خوفاً من مشاركة بياناتهم مع فيسبوك وإنستجرام. وتُدرج رويترز سيجنال ضمن الأدوات التي يمكن للمؤسسات الإعلامية استخدامها في تبادل المعلومات السرية، مع التأكيد على عدم وجود نظام آمن بنسبة 100%. ويُشار إلى أن المفوضية الأوروبية تستخدم التطبيق أيضاً، وفقاً لمنتدى مجتمع سيجنال.

ومع ذلك، يُشير بن وود، كبير المحللين في شركة سي.سي. إس إنسايت، إلى أن سيجنال، رغم أمانه العالي، قد لا يكون مناسباً لتبادل المعلومات المتعلقة بالأمن القومي، في إشارة إلى الحادثة التي شملت مساعدي ترامب الذين ناقشوا خططاً عسكرية ضد الحوثيين في اليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى