منوعات

فضيحة سيجنال: تسريب خطط عسكرية أمريكية عبر تطبيق التراسل المشفر

كتب: عمرو خالد

أثارت خدمة التراسل الفوري المشفرة “سيجنال” أزمةً حقيقيةً في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، بعدما تسرّبت محادثة جماعية شديدة الحساسية تضمّ عددًا من كبار المسؤولين، بالإضافة إلى صحفي أمريكي دُعي إليها بالخطأ.

كيف وقعت الفضيحة؟

بطل هذه القصة هو جيفري جولدبيرج، رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك”، والذي كشف يوم الاثنين أنه تلقى رسائل نصية عن طريق الخطأ عبر تطبيق “سيجنال” من وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث. احتوت هذه الرسائل على تفاصيل دقيقة لخطط عسكرية لشن ضربات ضد أهداف تابعة للحوثيين، وذلك قبل ساعتين فقط من بدء الهجمات! حدثٌ مثيرٌ للجدل لا شك فيه.

ما هو تطبيق Signal؟

يُعدّ “سيجنال” أحد أبرز المنافسين لتطبيقات التراسل الفوري المشفرة مثل واتساب. يتميز بتشفيره من طرف إلى طرف لجميع أشكال التواصل، سواءً الرسائل النصية أو المكالمات الصوتية والفيديو. والأهم، أنه يخزن المحادثات محليًا على هاتف المستخدم فقط، دون تخزينها على خوادم الشركة، على عكس واتساب. هذه الميزة تضمن خصوصية عالية، لكنها تُعرّض المحادثات للضياع في حالة فقدان أو سرقة الهاتف.

يُتيح “سيجنال” استخدامه على مختلف أنظمة التشغيل، وهو مجاني تمامًا ولا يعتمد على الإعلانات. وقد ساهم برايان أكتون، أحد مؤسسي واتساب، في دعم التطبيق باستثمار 50 مليون دولار، مُؤكداً بذلك على أهمية الخصوصية الرقمية وحرصه على عدم التأثير على بيانات المستخدمين.

مميزات الأمان في سيجنال

يُتيح “سيجنال” إنشاء مجموعات دردشة تضم حتى 150 مشاركًا، بالإضافة إلى ميزة الرسائل ذاتية الاختفاء، وتأمين الحساب بكلمة مرور وبصمة الإصبع، وحتى ميزة تمنع لوحة المفاتيح من تخزين ما تكتبه أثناء استخدام التطبيق. يُعزّز التطبيق خصوصية المستخدمين بميزة “طلبات الرسائل”، حيث لا يمكنك استقبال رسائل من غرباء إلا بموافقتك، وكذلك يجب قبول الدعوة للانضمام إلى أي مجموعة دردشة.

هذا ما حدث مع جولدبيرج، الذي تلقى دعوة لمجموعة تحمل اسم “مجموعة حوثي صغيرة”، ووافق على الانضمام رغم عدم تأكده من هوية المضيف الذي ادعى أنه مايكل والتز، مستشار الأمن القومي في إدارة ترمب. يُعتبر “سيجنال” من أكثر تطبيقات التراسل حفاظًا على خصوصية المستخدمين، حيث لا يجمع إلا بيانات أساسية مثل رقم الهاتف والاسم والبريد الإلكتروني وتاريخ الميلاد، وهي بيانات ضرورية لإنشاء أي حساب على الإنترنت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى