مفاوضات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.. آمال حذرة و عقبات جمة

كتب: عمرو خالد
تسعى الولايات المتحدة جاهدةً للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا خلال الأسابيع القادمة، وسط تفاؤل حذر يُخيّم على الأجواء، ويُعزى ذلك إلى بعض المؤشرات الإيجابية التي بدأت تظهر في المفاوضات الجارية. فقد كشفت وكالة بلومبرغ أن البيت الأبيض يستهدف التوصل إلى هدنة بحلول 20 أبريل المقبل. إلا أن هذا الموعد، كما تُشير التقارير، قد يتأخر بسبب الخلافات العميقة بين الطرفين.
طريق طويل ومفاوضات شاقة
على الرغم من التفاؤل الأمريكي، أبدت موسكو تحفظاً شديداً، مُقللة من احتمالات تحقيق اختراق سريع. فقد أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مقابلة مع التلفزيون الروسي، أن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولية، مُحذراً من صعوبة المفاوضات وطول الطريق الذي ينتظرها. وقال بيسكوف: “هذا موضوع معقد للغاية، ولسنا سوى في بداية هذا المسار”. وأشار إلى أن المفاوضات التي ستُجرى يوم الإثنين في السعودية مع الجانب الأمريكي ستركز على استئناف محتمل لاتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود، بالإضافة إلى بحث وقف إطلاق النار.
تواصل ترامب وبوتين
في تطور آخر، كشف تقرير صادر عن الكرملين في 18 مارس الجاري عن تبادل وجهات نظر مُفصّلة وصريحة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب حول الأزمة الأوكرانية. وأعرب بوتين، وفقاً للبيان الروسي، عن امتنانه لترامب لرغبته في المساعدة على إنهاء النزاع، مؤكداً استعداده للتعاون مع الشركاء الأمريكيين لاستكشاف حلول شاملة ومستدامة. وأضاف البيان: “أي تسوية يجب أن تراعي القضاء على الأسباب الجذرية للصراع، وضمان المصالح الأمنية المشروعة لروسيا”
عقبات أمام اتفاق الهدنة
على الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة، لا تزال هناك عقبات رئيسية تعترض طريق التوصل إلى هدنة نهائية، مما يجعل تحقيق وقف إطلاق النار بحلول 20 أبريل أمراً غير مؤكد. من أبرز هذه العقبات، إصرار روسيا على الحصول على ضمانات رسمية بعدم توسيع حلف الناتو شرقاً، وهو مطلب تراه ضرورياً لحماية مصالحها الاستراتيجية. في المقابل، ترفض أوكرانيا أي اتفاق قد يحد من خياراتها العسكرية أو السياسية، مُؤكدةً أن مستقبلها يجب أن يُحدد بناءً على إرادة شعبها. كما أن وضع الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وشروط إعادة الإعمار، وموقف القوى الأوروبية المتباين، كلها عوامل تُضيف تعقيداً إضافياً للمفاوضات. ففي حين تدفع فرنسا وألمانيا نحو تسوية دبلوماسية، تتخذ بريطانيا ودول البلطيق موقفاً أكثر تشدداً تجاه روسيا. ومع استمرار هذه العقبات، يبدو أن تحقيق وقف إطلاق النار بحلول 20 أبريل لا يزال مُشكوكاً فيه، خاصة مع إصرار كل طرف على مواقفه دون تقديم تنازلات حقيقية حتى الآن.
لمعرفة المزيد عن حلف الناتو والدور الذي يلعبه في الأزمة الأوكرانية، يمكنك زيارة موقعهم الرسمي.