سجن إمام أوغلو.. ضربة موجعة للمعارضة التركية؟

أحدث وصول رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، إلى سجن مرمرة، صدمة سياسية في تركيا، وأثار تساؤلات حول مستقبل المعارضة قبيل الانتخابات المقبلة. فقد صدر أمر قضائي اليوم الأحد باحتجازه على ذمة محاكمة بتهم فساد، في سجن مرمرة بالقرب من سيليفري.

إمام أوغلو.. منافس أردوغان الأقوى

يُعد إمام أوغلو، أبرز منافسي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإدانته قد تعني نهاية مسيرة سياسية كانت قد تحمل في طياتها آمال المعارضة في قيادة البلاد بعد عقود من هيمنة حزب العدالة والتنمية. وقد أشعلت هذه التهم احتجاجات واسعة النطاق لم تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد.

اتهامات بالفساد و احتجاجات شعبية

أعلنت المحكمة احتجاز إمام أوغلو و 20 آخرين على الأقل، في إطار تحقيق في قضية فساد، بينما لم يصدر بعد قرار بشأن تحقيق منفصل يتعلق بالإرهاب. وقد طالب الادعاء العام بسجن إمام أوغلو وأربعة من مساعديه لحين بدء المحاكمة. وقد علّق إمام أوغلو على قرار سجنه، قائلاً: “لن أرضخ، والأمور ستكون على ما يرام. معاً سنتصدى لتلك الضربة، وتلك الوصمة السوداء في ديمقراطيتنا… أقف بشموخ ولن أركع”. ودعا أنصاره إلى تنظيم مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء البلاد احتجاجاً على احتجازه.

وصف إمام أوغلو في تغريدة على منصة إكس العملية القانونية بأنها “إعدام خارج نطاق القضاء تماماً”، معتبراً ذلك “خيانة لتركيا”. وقد شهدت مناطق عدة، كإسطنبول وأنقرة وإزمير، اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، استخدمت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل ومدافع المياه لتفريق المحتجين.

مسيرة سياسية حافلة بالتحديات

منذ انتخابه رئيساً لبلدية إسطنبول عام 2019، أصبح إمام أوغلو شخصية سياسية بارزة، نافِساً قوياً لأردوغان. فوزه في إعادة الانتخابات بنسبة 54% من الأصوات مثّل ضربة قوية لحزب العدالة والتنمية. ويُلاحظ تشابه بين مسيرة إمام أوغلو وأردوغان، حيث قادا كلاهما إسطنبول، وينحدران من أصول عائلية في شرق البحر الأسود، وقد واجهت مسيرتهما السياسية عقبات قضائية. لكنّ إمام أوغلو، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري العلماني، يختلف اختلافا جوهرياً عن أردوغان في أفكاره السياسية، كما صرّح بذلك سابقاً.

يُرجّح أن يكون احتجاز إمام أوغلو إما نهاية لمسيرة سياسية واعدة، أو حلقة في سلسلة من الأحداث التي قد تُغيّر المشهد السياسي التركي بشكل جذري.