جوتيريش: طرق للتغلب على تهديدات التعددية العالمية

كتب: محمد صلاح الدين
طرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، خطة متكاملة للتعامل مع التهديدات التي تُعصف بالتعددية العالمية، مؤكداً أن التغلب عليها قوة دافعة أساسية لبناء مستقبل أفضل. وتأتي هذه الدعوة في وقتٍ تشهد فيه العالم صراعاتٍ مميتة تتسبب في خسائر بشرية فادحة، وتنتشر فيه عدوى الإفلات من العقاب، ويتفاقم الفقر والجوع وعدم المساواة بشكلٍ مُقلق، حيث تتجاوز ثروة قلة من الأثرياء ثروة نصف سكان الكوكب.
حلول مشتركة للسلام
حدد جوتيريش أربعة محاور رئيسية للتغلب على هذه التحديات، بدءاً بضرورة إيجاد حلول مشتركة للسلام في عالمٍ مُمزق بالحروب. وأشار إلى ندرة السلام عالمياً، مستشهداً بالوضع في غزة، حيث وصف الهجمات الإسرائيلية التي أعقبت أحداث 7 أكتوبر بأنها أطلقت العنان لمستوى غير مسبوق من الموت والدمار. وأعرب جوتيريش عن غضبه إزاء هذه الهجمات التي أودت بحياة المئات، معرباً عن حزنه العميق إزاء مقتل أحد موظفي الأمم المتحدة وإصابة خمسة آخرين بسبب قصف دار ضيافة تابعة للأمم المتحدة في دير البلح، مُشيراً إلى مقتل خمسة آخرين من موظفي الأونروا، ليصل إجمالي عدد قتلى موظفي الأمم المتحدة إلى 284 شخصاً.
ودعا جوتيريش إلى استعادة وقف إطلاق النار، وإعادة إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين فوراً ودون قيد أو شرط. كما شدد على ضرورة إرساء أسس السلام الدائم من خلال خطواتٍ فورية نحو حل الدولتين، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن، بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وطالب بضرورة اتخاذ إجراءاتٍ فورية لحماية المدنيين، ودعم حقوق الإنسان، وإحلال السلام، والسماح لآليات رصد حقوق الإنسان والتحقيق المحلية والدولية بتوثيق ما يحدث على أرض الواقع. ووصف جوتيريش المثل الأوروبية بأنها تذكرة قوية بمسؤوليتنا المشتركة تجاه أكثر شعوب العالم ضعفا.
محاور الحل
أما المحاور الأخرى التي طرحها جوتيريش، فتشمل إيجاد حلول مشتركة للحد من أوجه عدم المساواة وضمان العدالة المالية للجميع، مستشهداً بما تضمنه ميثاق المستقبل من دعوة لتحفيز اقتصادي شامل لمساعدة الدول على الاستثمار في أهداف التنمية المستدامة. كما دعا جوتيريش إلى تعزيز التعددية من خلال إيجاد حلول مشتركة للعمل المناخي قبل فوات الأوان، مشدداً على أن التضامن المناخي التزام أخلاقي ومسألة بقاء لنا جميعاً. وأخيراً، شدد على ضرورة ضمان دعم التكنولوجيا لحقوق الإنسان، مؤكداً أن البشر يجب أن يحتفظوا دائماً بالسيطرة، مسترشدين بالقانون الدولي وحقوق الإنسان والمبادئ الأخلاقية، وأن تخدم التكنولوجيا البشرية، وليس العكس.