عرب وعالم

نداءات دولية لوقف التصعيد في غزة.. والموت يتربص بملايين المدنيين

كتب: أحمد جمال الدين

أطلقت الأمم المتحدة نداءات عاجلة لوقف التصعيد الخطير في غزة والضفة الغربية، بعد مقتل مئات المدنيين الفلسطينيين في سلسلة من الهجمات التي وصفتها المنظمات الدولية بالكارثية. فقد أعلن مدير عمليات وكالة الأونروا، سام روز، عن قلقه البالغ إزاء الوضع المأساوي في قطاع غزة، مشيراً إلى القصف المتواصل وعدم التزام أطراف النزاع بوقف إطلاق النار.

مأساة إنسانية

وأعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن صدمته العميقة إزاء حجم الخسائر في الأرواح، مؤكداً أن المئات سقطوا بينهم نساء وأطفال. وقد أشار مركز إعلام الأمم المتحدة إلى أن عدد القتلى تجاوز الـ600 شخص، من بينهم حوالي 200 امرأة وطفل، في حين أن الإمدادات الإنسانية لم تصل إلى غزة منذ بداية مارس الجاري.

كارثة غذائية وصحية

وحذر سام روز من عواقب وخيمة في حال استمرار التصعيد، متوقعاً خسائر فادحة في الأرواح، وتدمير البنية التحتية، وانتشار الأمراض المعدية، بالإضافة إلى الصدمات النفسية التي ستلحق بمليون طفل ومليوني مدني. وقد أشار إلى أن مليون شخص سيحرمون من الحصص الغذائية، مع إغلاق ستة أفران من أصل 25 كانت تدعمها منظمة الأغذية العالمية.

وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر، على الحاجة الملحة لدعم الصحة النفسية لجميع الأطفال في غزة، مشيراً إلى أن الوضع لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث. كما أشار المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، توماسو ديلا لونجا، إلى استنزاف موارد الأطباء ونفاد الإمدادات الطبية، مع اكتظاظ المستشفيات بالمصابين.

إغلاق المعابر وتداعياته

أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن الإغلاق الإسرائيلي للمعابر، الذي دخل يومه العشرين، يُعَدّ الأطول منذ 7 أكتوبر 2023، مُحذراً من آثاره المدمرة على السكان الذين يعانون أصلاً من ظروف كارثية. وقد أشار المكتب إلى أن هذا الإغلاق يُعيق بشدة العمليات الإنسانية، مع تعرض المدنيين وعمال الإغاثة للهجوم.

كما أكد المكتب سعي الأمم المتحدة للحصول على ضمانات لسلامة موظفيها، بعد مقتل ستة منهم وإصابة آخرين هذا الأسبوع. وقد حذر من أن التدفق المستمر لإصابات الرضوح يضع ضغطاً هائلاً على نظام الرعاية الصحية المنهار، مع نزوح أكثر من 120 ألف فلسطيني هذا الأسبوع، أي ما يُقارب 6% من السكان.

انتهاكات القانون الدولي

أدان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية استخدام إسرائيل للأسلحة المتفجرة ذات التأثير الواسع النطاق في المناطق المكتظة بالسكان، معتبراً ذلك انتهاكاً لقواعد القانون الدولي الإنساني. كما أشار مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أن أوامر النزوح القسري وقيود الحركة المفروضة من قبل إسرائيل تُشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، مُشيراً إلى أن تصريحات الحكومة الإسرائيلية تُثير مخاوف بشأن الاستخفاف المتعمد بالقانون الدولي وخطر وقوع المزيد من العقاب الجماعي. ودعا المكتب مجدداً الدول الأعضاء لاتخاذ إجراءات حاسمة لوضع حد للأعمال العدائية، والمطالبة بالمساءلة عن الانتهاكات.

وأشار المكتب إلى التدابير الملزمة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية في مارس 2024، بضرورة اتخاذ إسرائيل لجميع الإجراءات اللازمة لضمان توفير الخدمات الأساسية والإغاثة الإنسانية للفلسطينيين في غزة، امتثالاً لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. لمزيد من المعلومات حول جهود الأمم المتحدة، يرجى زيارة موقع الأمم المتحدة الرسمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى