عرب وعالم

قمة مصرية إماراتية: تعاون متواصل وتنسيق استراتيجي في ظل تحديات إقليمية

كتب: محمد سامي

شهدت العلاقات المصرية الإماراتية تطوراً ملحوظاً خلال الأشهر الماضية، حيث عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قمتهما الثالثة خلال 3 أشهر فقط. فقد وصل رئيس الإمارات إلى مصر في زيارة أخوية هي الرابعة له خلال العام الجاري، بعد زيارات سابقة في مارس وأغسطس وأكتوبر الماضيين.

لقاءات متكررة تؤكد متانة العلاقات

تُبرز هذه القمم واللقاءات المتكررة، التي بلغ عددها 56 قمة ولقاء خلال 11 عاماً وفقاً لإحصائية العين الإخبارية (منها 21 منذ تولي الشيخ محمد بن زايد مقاليد الحكم)، عمق العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين، وحِرص قيادتي البلدين على التنسيق المستمر وتبادل وجهات النظر بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

توقيت دقيق ومباحثات هامة

تأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الأهمية، بالنظر إلى التطورات المتسارعة في المنطقة، خاصة في غزة ولبنان والسودان. ففي غزة، استأنفت إسرائيل قصفها المكثف، بينما شن الجيش الإسرائيلي ضربات على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، مما ينذر بتصعيد خطير. أما في السودان، فلا تزال الحرب مستمرة بين الجيش والدعم السريع، مما يتسبب في معاناة إنسانية هائلة.

يُعد هذا اللقاء الثاني بين الزعيمين خلال شهر واحد، بعد لقائهما في الرياض في 21 فبراير الماضي، والذي ضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن، وتم خلاله بحث القضايا الإقليمية والدولية، والجهود المشتركة لدعم القضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في غزة. كما أنه اللقاء الثالث خلال 3 أشهر، بعد قمة أبوظبي في 16 يناير الماضي، التي شهدت بحث سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، خاصة التنموية والاقتصادية والاستثمارية.

أكد الزعيمان خلال لقائهما السابق على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية لغزة، ومواصلة الجهود لتنفيذ حل الدولتين، كما أكدا على أهمية وحدة سوريا واستقرارها وسلامة أراضيها، وضرورة بدء عملية سياسية شاملة.

مشروع رأس الحكمة: استثمار ضخم يعزز التعاون الاقتصادي

لم تقتصر اللقاءات على التنسيق السياسي، بل امتدت لتشمل التعاون الاقتصادي، فعلى سبيل المثال، شهدت زيارة سابقة إعلان مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي لمصر، باستثمارات ضخمة تصل إلى 110 مليارات دولار بحلول عام 2045. adq.ae/en”>تُعد ADQ، الشركة الاستثمارية القابضة التابعة لحكومة أبوظبي، من الشركاء الرئيسيين في هذا المشروع الضخم الذي سيوفر فرص عمل كثيرة ويدعم الاقتصاد المصري بشكل كبير.

كما التقى الزعيمان في أكتوبر الماضي على هامش قمة بريكس في قازان، وتم خلال اللقاء بحث علاقات التعاون المشترك في مختلف المجالات. هذه اللقاءات المتكررة تؤكد قوة العلاقات المصرية الإماراتية، والحرص على التشاور المستمر بين قيادتي البلدين.

جذور تاريخية متينة

ترتكز العلاقات المصرية الإماراتية على جذور تاريخية متينة، تعود إلى ما قبل تأسيس الاتحاد الإماراتي عام 1971. فقد دعم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مصر بعد حرب 1967، وقامت مصر بدورها بدعم الاتحاد الإماراتي فور إعلانه. وقد ازدادت قوة هذه العلاقات عبر السنوات، ووصلت إلى مستوى غير مسبوق من التعاون والتنسيق، خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013، وتولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم عام 2014.

كلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التاريخية، التي أكد فيها على وقوف الإمارات إلى جانب مصر، تُجسّد قوة ومتانة هذه العلاقة الاستراتيجية التي تُعد ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى