الذهب يتراجع عالميًا ومحليًا.. قوة الدولار و جني الأرباح وراء الانخفاض

كتب: محمد سامي
شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الجمعة، متواصلة هبوطها من أعلى مستوياتها القياسية الأخيرة. ويُعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى قوة الدولار الأمريكي، حيث يرجّح المتداولون استمرار أسعار الفائدة الأمريكية دون تغيير على المدى القريب. على الرغم من ذلك، لا يزال الذهب مُتجهًا لتحقيق ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي.
تراجع عالمي في سعر الذهب
سجل سعر أونصة الذهب العالمية انخفاضًا بنسبة 0.5% اليوم، مسجلًا أدنى مستوى عند 3021 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتح التداولات عند 3045 دولارًا. وبحسب بيانات جولد بيليون، يتداول الذهب حاليًا عند مستوى 3021 دولارًا للأونصة. على الرغم من هذا التراجع اليومي، إلا أن الذهب يسير نحو تحقيق ارتفاع أسبوعي بنسبة 1.6%، ليُسجل ارتفاعًا للأسبوع الثالث على التوالي بعد أن لامس أعلى مستوى تاريخي هذا الأسبوع عند 3057 دولارًا للأونصة.
أسباب التراجع
يعود تراجع سعر الذهب اليوم إلى عمليات بيع لجني الأرباح بعد وصوله لمستويات قياسية، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي لليوم الثالث على التوالي. وتُعرف العلاقة العكسية بين الدولار والذهب، حيث يؤثر ارتفاع أحدهما سلبًا على الآخر. وقد ارتفع الدولار مدفوعًا بتوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيُبقي أسعار الفائدة دون تغيير في المدى القريب، وسط حالة من عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي ورسوم ترامب الجمركية.
أبقى البنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي سعر الفائدة الرئيسي ثابتًا عند نطاق 4.25%-4.50%، كما كان متوقعًا. وتوقّع أعضاء البنك إجراء تخفيضين بواقع ربع نقطة مئوية بحلول نهاية العام. وقد صرّح رئيس البنك، جيروم باول، بأن سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بما في ذلك الرسوم الجمركية، يبدو أنها أدّت إلى تباطؤ النمو وارتفاع التضخم، مما دفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض توقعاته للنمو لعام 2025 ورفع توقعاته للتضخم. هذا الأمر دفع المتداولين إلى الرهان على عدم وجود زخم كبير لدى الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة على المدى القريب، خاصة مع سعيهم للحصول على المزيد من الوضوح بشأن الاقتصاد وتأثير الرسوم الجمركية.
يُواصل الذهب تداوله فوق مستوى 3000 دولار للأونصة، الذي تجاوزه الأسبوع الماضي، وسط ارتفاع الطلب عليه كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد الأمريكي والتعريفات التجارية. من الممكن أن نشهد انخفاضًا للذهب إلى مستوى 3000 دولار لاستعادة بعض الزخم قبل استكمال الاتجاه الصاعد، والذي لا يزال متاحًا بشكل كبير في ظل الظروف الحالية للأسواق.
تراجع أسعار الذهب في مصر
تراجع سعر الذهب المحلي اليوم بالتزامن مع الانخفاض العالمي، محاولًا جمع زخم كافٍ لاستمرار الصعود، حيث يظل الاتجاه العام صاعدًا. افتتح الذهب عيار 21 تداولات اليوم عند 4290 جنيهًا للجرام، ليتداول وقت كتابة التقرير عند 4285 جنيهًا. وكان قد ارتفع طفيفًا يوم أمس بمقدار 3 جنيهات، ليُغلق عند 4303 جنيهات بعد أن افتتح عند 4300 جنيه، مسجلًا انخفاضًا قدره 15 جنيهًا. ويُعزى هذا التراجع إلى انخفاض السعر العالمي وعمليات بيع لجني الأرباح. كما ساهم تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، قبل نهاية تداولات البنوك الرسمية يوم أمس، في هذا التراجع، وإن كان تأثيره محدودًا. فشل الذهب المحلي في اختراق مستوى 4300 جنيه والحفاظ على التداولات فوقه، مما دفعه للهبوط بحثًا عن زخم إضافي وفرص شراء جديدة، خاصة مع استمرار التوقعات بصعود سعر الذهب العالمي وبالتالي المحلي.
توقعات أسعار الذهب
تراجع سعر الذهب العالمي اليوم بسبب تعافي الدولار وعمليات بيع لجني الأرباح، بعد أن سجل مستوى تاريخيًا جديدًا أمس. على الرغم من ذلك، يظل الاتجاه العام صاعدًا في ظل مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي والتوترات الجيوسياسية. انخفض سعر الذهب المحلي بدعم من التراجع العالمي، بعد فشله في الاستمرار بالصعود، إلا أن الاتجاه العام يبقى صاعدًا. تراجع سعر الذهب العالمي من أعلى مستوى تاريخي عند 3057 دولارًا للأونصة ليصل إلى 3021 دولارًا، حيث بدأت تظهر علامات على البيع بعد فترة من التشبع بالشراء، وهو ما قد يدفع السعر إلى مستوى 3000 دولار. يتداول الذهب المحلي عيار 21 تحت مستوى 4300 جنيه للجرام، بعد أن سجل مستوى تاريخيًا عند 4305 جنيهات، وذلك بعد فشله في تثبيت أقدامه فوق مستوى 4300 جنيه.
لمزيد من المعلومات حول أسعار الفائدة، يمكنك زيارة موقع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي: https://www.federalreserve.gov/