منوعات

تيك توك بين الرقابة الأبوية والحظر.. جدلٌ محتدم!

كتب: ياسمين كامل

في ظل سباق محموم بين تطبيقات التواصل الاجتماعي على جذب المستخدمين، تتصدر منصة تيك توك المشهد بميزات جديدة تُعنى بالرقابة الأبوية، في محاولةٍ منها لمواجهة الانتقادات المتزايدة حول أمان الأطفال على المنصة.

تيك توك والرقابة الأبوية: خطوة للأمام أم مجرد مسكن ألم؟

أضافت تيك توك مجموعة من المزايا الجديدة تتيح للآباء متابعة أنشطة أبنائهم المراهقين على التطبيق بشكلٍ أدق. فمن خلال هذه المزايا، يمكن للوالدين رؤية اتصالات أبنائهم، وتحديد أوقات محددة يكون فيها التطبيق متاحًا على أجهزتهم، ميزة أطلق عليها اسم “الوقت المخصص للشاشة”. فيمكن للآباء إيقاف الوصول للتطبيق خلال أوقات محددة، كوقت العشاء أو رحلة نهاية الأسبوع، أو حتى ضبط جدول زمني أسبوعي ثابت. ولكن، يبقى للمراهقين حق طلب وقت إضافي بشرط موافقة الوالدين.

ولكن، مع كل هذه الإضافات، لا تزال تيك توك تواجه دعاوى قضائية تتهمها بالتقصير في حماية الأطفال، مما يثير تساؤلات حول مدى فعالية هذه الإجراءات في ضمان بيئة آمنة للأطفال على المنصة.

تطوير مهارات الثقافة الرقمية: مسؤولية مشتركة بين الآباء وتيك توك

لا تتوقف ميزات الرقابة الأبوية على تحديد أوقات الاستخدام فقط. فهي تتيح للآباء الآن معرفة من يتابع أبناءهم ومن يتابعهم، بالإضافة إلى الحسابات التي قاموا بحظرها. وتؤكد تيك توك أن هذه الميزة ستساعد الآباء على إجراء حوارات بناءة مع أبنائهم حول استخدام التكنولوجيا بشكلٍ آمن ومسؤول، ويساعدهم على تطوير مهاراتهم في الثقافة الرقمية.

كما أضافت تيك توك ميزةً فريدةً للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا، حيث يتم تشغيل موسيقى هادئة على شاشة أي شخص يستخدم التطبيق بعد الساعة العاشرة مساءً، مع إمكانية إيقاف تشغيل الموسيقى لمواصلة استخدام التطبيق. وفي خطوةٍ لتعزيز الهدوء، ستختبر تيك توك إضافة تمارين تأمل إلى هذه الرسائل المنبثقة.

إغلاق تيك توك في ألبانيا: قرارٌ مثير للجدل

في خطوةٍ غير مسبوقة، أقدمت ألبانيا على حظر تيك توك لمدة عام كامل، محملةً إياها مسؤولية التحريض على العنف بين الأطفال. وقد أعلن وزير التعليم الألباني، أوجيرتا ماناستيرليو، أن هذه الخطوة جاءت بعد مشاوراتٍ مع الآباء الذين أبدوا قلقهم من محتوى المنصة وأثره على أطفالهم.

وأضاف الوزير أن السلطات اجتمعت مع الآباء والذين فضلوا إما إغلاق تيك توك أو الحد من نشاطها. وقد رفضت المعارضة هذا القرار، واعتبرته عملًا يتسم بالتعسف وعدم التسامح.

تأثير المحتوى على الأطفال: قلقٌ متزايد

يُعزى قرار الحظر الألباني، إلى جانب القلق المتزايد من تأثير محتوى تيك توك على الأطفال، خصوصًا ما يتعلق بالعنف والتنمر. وقد زاد هذا القلق بعد تزايد التقارير عن حالات حيازة أسلحة بيضاء في المدارس، مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات وقائية، منها زيادة وجود الشرطة في بعض المدارس وإطلاق برامج تدريبية للمعلمين والطلاب والآباء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى