جوجل تكشف عن روبوتات ذكية.. هل اقتربنا من عصر الروبوتات القاتلة؟

كتب: عمرو فهمي
هل تتذكر أفلام الخيال العلمي التي تصور روبوتات قاتلة؟ يبدو أن هذا الخيال أصبح أقرب إلى الواقع مع إعلان شركة جوجل، عبر ذراعها ديب مايند، عن “جيميني روبوتيكس”. خبر أثار دهشة العالم وفتح الباب أمام أسئلة مُلحة حول مستقبل التكنولوجيا.
جيميني روبوتيكس.. ثورة في عالم الروبوتات
أطلقت ديب مايند، يوم الخميس الماضي، نسخة مُحسّنة من نموذجها للذكاء الاصطناعي، جيميني، والتي وصفتها بأنها ليست قاتلة. بل هي نموذج يجمع بين قدرات اللغة، والرؤية، والفعل الجسدي، ليشغّل روبوتات تتميز بقدرة عالية على التكيف و الأداء. ففي سلسلة من مقاطع الفيديو، أظهرت الشركة روبوتات تُنفذ أوامر صوتية ببراعة، بدءًا من طي الورق وترتيب الخضراوات، وحتى وضع النظارات بعناية في علبتها. السر؟ النموذج الجديد يربط بين المشاهدات الحسية والأفعال المطلوبة، مما يسمح بتعميم السلوك على أجهزة روبوتية مختلفة.
ولم تتوقف ديب مايند عند هذا الحد! فقد كشفت أيضًا عن نسخة مُبسطة من جيميني، “جيميني روبوتيكس”، تعتمد على الفهم البصري والمكاني فقط. الهدف؟ تمكين باحثي الروبوتات من استخدام هذا النموذج لتدريب روبوتاتهم الخاصة، مما يُعزز التعاون ويسرّع من وتيرة التطوير.
وفي عرض مُذهل، استخدمت جوجل النموذج للتحكم في الروبوت “أبولو” من شركة أبترونيك، حيث تفاعل الروبوت مع إنسان، وحرك قطعًا على طاولة بناءً على طلبات مُحددة. يُعلق كانيشكا راو، باحث في جوجل ديب مايند، قائلاً: “لقد تمكنا من دمج الفهم العام لجيميني 2.0 في عالم الروبوتات، وهذا يُمكّن الروبوتات من أن تكون أكثر شمولية وفائدة”.
روبوتات الدردشة.. خطوة نحو عالم الروبوتات المتقدمة
تُعتبر نماذج اللغات الكبيرة (LLMs) – المُستخدمة في روبوتات الدردشة مثل ChatGPT و Gemini – قاعدة انطلاق أساسية في هذا المجال. فقد استخدمت خوارزميات تعلم متطورة وبيانات تدريب ضخمة، لتُنتج نماذج لغة قوية. وبالرغم من صعوبة جمع بيانات تدريب مماثلة للروبوتات، إلا أن استخدام نماذج اللغات الكبيرة يُعتبر خطوة هامة نحو تطوير نماذج روبوتات أكثر كفاءة، نظرًا لاحتوائها على معلومات غزيرة عن العالم المادي وقدرتها على التواصل بكفاءة.
ويُضيف راو أن جوجل ديب مايند تُواكب جهوداً عالمية في هذا المجال، مُشيرًا إلى روبوتات قادرة على أداء مهام دقيقة مثل ربط الأحذية وطي الملابس. يُعد هذا إنجازًا هامًا يُشير إلى طفرة مُقبلة في مجال الروبوتات.
روبوتات شركة OpenAI.. والتحديات المُقبلة
أعلنت جوجل عن جيميني في ديسمبر 2023، مُؤكدةً على قدراته المتعددة الوسائط (الصوت، الصورة، النص). وهذا يُشير إلى نقلة نوعية في مجال الروبوتات، حيث يُمكن نقل قدرات الذكاء الاصطناعي إلى المجال الجسدي. وتُشير الشركة إلى أنها تتعاون مع عدد من شركات الروبوتات الرائدة، مثل Agility Robotics و Boston Dynamics و Enchanted Tools.
لكن هذا التقدم السريع يثير مخاوف. فقد أظهر باحثون في جامعة بنسلفانيا إمكانية “اختراق” نماذج الذكاء الاصطناعي، مما يُسبب سلوكيات خاطئة وخطيرة عند تشغيلها على الروبوتات. هذا يُبرز الحاجة إلى معايير أمان صارمة.
معيار ASIMOV.. نحو روبوتات آمنة
للتخفيف من هذه المخاطر، أعلنت جوجل ديب مايند عن معيار ASIMOV، مُستوحى من كاتب الخيال العلمي إسحاق أسيموف، لقياس المخاطر المحتملة في سلوك الروبوتات. يُساعد هذا المعيار على تحديد السلوكيات الخطرة المحتملة، مما يُسهّل تطوير حواجز أمان أكثر تعقيدًا.
كارولينا بارادا، التي تقود أعمال الروبوتات في جوجل، تُؤكد على أهمية المسؤولية في تطوير هذه التكنولوجيا، مُشددةً على أن السلامة هي الأولوية القصوى. لكنها تُشير أيضًا إلى أن هذا العمل لا يزال في مراحله الأولى، وأن الطريق لا يزال طويلًا قبل أن نرى روبوتات أكثر كفاءة.