انخفاض ضحايا الألغام في اليمن.. صعدة تتصدر المشهد المأساوي

كتب: أحمد اليمني
شهدت اليمن خلال أول شهرين من العام الحالي انخفاضًا ملحوظًا في أعداد ضحايا الألغام الأرضية، وهو ما يبعث الأمل في تحسن الوضع الإنساني. لكن على الرغم من هذا التراجع العام، لا تزال محافظة صعدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تسجل أعلى عدد من الضحايا المدنيين، ما يؤكد الحاجة الملحة لمضاعفة جهود نزع الألغام وتوعية السكان بالمخاطر المحدقة بهم.
صعدة.. بؤرة مأساوية للألغام
تُعد محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، الأكثر تضررًا من مخلفات الحرب، حيث تنتشر الألغام الأرضية والعبوات الناسفة بشكل عشوائي، ما يحولها إلى مصيدة موت للمدنيين، خاصة الأطفال والنساء. وتُشير التقارير إلى أن محافظة صعدة سجلت العدد الأكبر من الضحايا خلال الفترة المذكورة، وهو ما يستدعي تدخلًا عاجلًا لمعالجة هذه الكارثة الإنسانية. وتؤكد منظمات حقوقية دولية، مثل منظمة هيومن رايتس ووتش، على مسؤولية جميع أطراف النزاع في اليمن عن حماية المدنيين من مخاطر الألغام.
جهود نزع الألغام.. تحديات وعقبات
على الرغم من الجهود المبذولة من قبل المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام وبعض المنظمات الدولية لنزع الألغام في اليمن، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة. فتضاريس اليمن الوعرة وغياب الخرائط الدقيقة لمواقع الألغام، بالإضافة إلى نقص التمويل اللازم، كلها عوامل تعيق عمليات نزع الألغام. ويُضاف إلى ذلك استمرار الصراع المسلح الذي يُصعّب من الوصول إلى بعض المناطق الملوثة بالألغام. الألغام الأرضية تُشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة المدنيين وعرقلة لجهود إعادة الإعمار والتنمية في اليمن.
توعية المجتمعات المحلية.. ضرورة حتمية
تُعتبر توعية المجتمعات المحلية بمخاطر الألغام الأرضية من أهم الخطوات للحد من وقوع الضحايا. وتقوم بعض المنظمات بتنفيذ برامج توعية تستهدف الأطفال والنساء والرعاة، وتُركز هذه البرامج على تعليمهم كيفية التعرف على الألغام وتجنبها والإبلاغ عنها للجهات المختصة. وتُعد التوعية المستمرة جزءًا لا يتجزأ من أي استراتيجية فعالة لنزع الألغام وحماية المدنيين.
مستقبل غامض.. ومسؤولية مشتركة
يبقى مستقبل اليمن في ظل انتشار الألغام غامضًا، خاصة مع استمرار الصراع وتفاقم الأزمة الإنسانية. وتقع على عاتق جميع الأطراف المتحاربة، وكذلك المجتمع الدولي، مسؤولية العمل الجاد من أجل وقف زراعة الألغام وتوفير الدعم اللازم لعمليات نزعها وتقديم المساعدة للضحايا. إن ضمان سلامة المدنيين وحمايتهم من مخاطر الألغام هو واجب إنساني وأخلاقي لا يمكن التهاون فيه.