هجمات 11 سبتمبر: هل كانت مؤامرة داخلية؟ نظرة على نظرية لومر المثيرة للجدل

كتب: أحمد السيد
شهد العالم في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 حدثًا مأساويًا غيّر مجراه إلى الأبد، هجمات إرهابية استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية وأودت بحياة آلاف الأبرياء. ومنذ ذلك الحين، ثار جدل واسع حول ملابسات هذه الهجمات، ونظريات المؤامرة التي أحاطت بها. من بين هذه النظريات، برزت نظرية الكاتبة والناشطة السياسية الأمريكية جودي لومر، التي تدّعي أن هجمات 11 سبتمبر كانت مؤامرة داخلية دُبّرت من داخل الولايات المتحدة نفسها.
لومر ونظرية المؤامرة الداخلية
عُرفت لومر بتبنّيها نظرية أن هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 كانت مؤامرة داخلية. وتقوم نظريتها على فرضية أن الحكومة الأمريكية كانت على علم مسبق بالهجمات، أو أنها شاركت في تدبيرها بشكل مباشر أو غير مباشر، بهدف تبرير التدخل العسكري في أفغانستان والعراق. وقدّمت لومر عددًا من الأدلة التي تدعم ادعاءاتها، منها انهيار برجي مركز التجارة العالمي بشكل مفاجئ، والأضرار التي لحقت بمبنى البنتاجون، وتحطم الرحلة 93 في بنسلفانيا. لكن هذه الأدلة قوبلت بنقد واسع من قبل الخبراء والمحللين، الذين أكدوا عدم صحتها وافتقارها إلى أي أساس علمي أو منطقي.
أدلة لومر ونقدها
من أبرز الأدلة التي ساقتها لومر لدعم نظريتها، هو الطريقة التي انهار بها برجا مركز التجارة العالمي. حيث ترى أن الانهيار لم يكن نتيجة اصطدام الطائرات فقط، بل نتيجة تفجيرات مُدبّرة باستخدام المتفجرات. كما شككت في الرواية الرسمية حول تحطم الرحلة 93، مدعيةً أنها أُسقطت عمدًا من قبل الجيش الأمريكي. لكن هذه الادعاءات قوبلت برفض قاطع من قبل اللجنة الوطنية للتحقيق في هجمات 11 سبتمبر وغيرها من الجهات الرسمية، التي أكدت أن الانهيار كان نتيجة الحريق الهائل الذي تسبب به اصطدام الطائرات، وأن تحطم الرحلة 93 كان نتيجة تصدي الركاب للإرهابيين. يمكن الاطلاع على تقرير اللجنة هنا.
التداعيات السياسية لنظرية لومر
على الرغم من عدم وجود أي دليل قاطع يدعم نظرية لومر، إلا أنها لاقت رواجًا بين بعض الأوساط، وساهمت في تغذية شكوك الرأي العام حول الرواية الرسمية لأحداث 11 سبتمبر. وقد استغلّ بعض السياسيين والناشطين هذه النظرية لتوجيه انتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية وسياساتها الخارجية. ويرى البعض أن انتشار هذه النظرية يعكس حالة الاستقطاب السياسي والفكري التي تعيشها الولايات المتحدة، والتي أدت إلى تراجع الثقة في المؤسسات الرسمية ووسائل الإعلام.
الخاتمة
في النهاية، تبقى نظرية المؤامرة الداخلية حول هجمات 11 سبتمبر مجرد ادعاءات غير مثبتة، تفتقر إلى الأدلة القاطعة. وعلى الرغم من أهمية البحث عن الحقيقة وكشف ملابسات هذه الأحداث المأساوية، إلا أنه من الضروري الاعتماد على مصادر موثوقة وأدلة علمية لتجنب الوقوع في فخ التضليل ونشر المعلومات المغلوطة.