الصومال تعرض على أمريكا سيطرة حصرية على قواعد جوية وموانئ استراتيجية

كتب: أحمد محمود

في خطوة دبلوماسية مفاجئة، عرضت الصومال على الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة الحصرية على عدد من قواعدها الجوية وموانئها الاستراتيجية. جاء ذلك في رسالة رسمية وجهها الرئيس الصومالي إلى نظيره الأمريكي، أكد فيها استعداد بلاده لمنح واشنطن صلاحيات واسعة لإدارة وتشغيل هذه المواقع الحيوية.

موانئ وقواعد جوية تحت السيطرة الأمريكية

تكشف الرسالة عن رغبة الصومال في تعزيز التعاون العسكري والأمني مع الولايات المتحدة، في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة التي تواجهها البلاد، لا سيما من جانب جماعات إرهابية مثل حركة الشباب. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة تحول استراتيجي في علاقة البلدين، حيث تمنح الولايات المتحدة موطئ قدم قويًا في منطقة القرن الأفريقي ذات الأهمية الجيوسياسية البالغة.

مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن البحري

يأتي هذا العرض في وقت تشهد فيه الصومال جهودًا مكثفة لمكافحة الإرهاب، وتسعى جاهدة لاستعادة الاستقرار والأمن في ربوعها. وتُعوّل الحكومة الصومالية على الدعم الأمريكي في تعزيز قدراتها العسكرية والأمنية، وتطوير بنيتها التحتية، بما في ذلك الموانئ والقواعد الجوية. ومن المتوقع أن يسهم التعاون العسكري بين البلدين في تعزيز الأمن البحري في منطقة القرن الأفريقي، ومكافحة القرصنة والتهريب والجرائم العابرة للحدود.

أبعاد جيوسياسية واستراتيجية

يمثل هذا التقارب بين الصومال والولايات المتحدة تحديًا كبيرًا للقوى الإقليمية والدولية الأخرى التي تتنافس على النفوذ في منطقة القرن الأفريقي، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة البحر الأحمر وباب المندب. ومن المرجح أن يُثير هذا التطور ردود فعل متباينة من جانب هذه القوى، وقد يؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات والمعادلات السياسية في المنطقة. كما يُتوقع أن يكون لهذا التعاون انعكاسات على الوضع الأمني في المنطقة بشكل عام، حيث يُنظر إلى الصومال كمنطقة استراتيجية حساسة نظراً لموقعها الجغرافي المتميز.

مستقبل العلاقات الصومالية الأمريكية

يُنتظر أن تشهد المرحلة المقبلة تطورات هامة في العلاقات الصومالية الأمريكية، لا سيما في المجالين العسكري والأمني. ومن المُتوقع أن تُعزز الولايات المتحدة وجودها العسكري في الصومال، وتُقدم دعمًا لوجستيًا وفنيًا للقوات الصومالية. كما يُتوقع أن تزداد الاستثمارات الأمريكية في الصومال، خاصة في قطاعات البنية التحتية والطاقة. ولا يُستبعد أن تُقيم الولايات المتحدة قواعد عسكرية دائمة في الصومال، مما يُعزز نفوذها في المنطقة و يُمثل تحدياً جديداً في ديناميكيات القوى الدولية والإقليمية.

تحديات تواجه التعاون

على الرغم من الفوائد المحتملة لهذا التعاون، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة، منها الوضع الأمني المتدهور في الصومال، وانتشار الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى التحديات السياسية والاقتصادية التي تُعاني منها البلاد. ويُعتبر بناء الثقة بين الطرفين أمراً ضرورياً لنجاح هذا التعاون على المدى الطويل.