جدل رؤية هلال العيد: هل أخطأت السعودية وأصابت مصر؟

كتب: عمرو الكاشف
خلاف فلكي يشعل جدل عيد الفطر
شهدت بداية عيد الفطر المبارك هذا العام جدلًا واسعًا، انطلق شرارته من الاختلاف في تحديد موعده بين مصر والسعودية. فبينما أعلنت المملكة العربية السعودية أن الأحد هو أول أيام العيد، استنادًا إلى رؤية الهلال، أكدت مصر، ومعها دول أخرى كعُمان والأردن، عدم ثبوت رؤية الهلال، معلنةً بذلك أن الاثنين هو غرة شوال.
تفسير فلكي للخلاف
ولفهم أبعاد هذا الخلاف، أوضح الدكتور أحمد عبد الباسط، محاضر الفلك بجامعة مانهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية، الأسباب العلمية وراء هذا التباين. مستعينًا بتطبيق “Stellarium”، وهو برنامج فلكي متصل بالأقمار الصناعية يُستخدم في الجامعات لإجراء التجارب الفلكية، أوضح عبد الباسط أن الهلال وُلد بالفعل صباح السبت، لكن عمره عند غروب الشمس في القاهرة كان أقل من 12 ساعة، والفارق الزمني بين غروب الشمس وغروب القمر (مكث الهلال) أقل من 10 دقائق، وهي مدة لا تكفي لرؤيته بالعين المجردة.
وأضاف عبد الباسط أن نسبة إضاءة سطح القمر في القاهرة بعد غروب الشمس كانت أقل من 1%، وهي نسبة ضئيلة جدًا لا تسمح برصده حتى بالتلسكوبات.
المعايير الفلكية لرؤية الهلال
وأشار محاضر الفلك إلى أن مركز الفلك الدولي يشترط لرؤية الهلال أن يكون عمره أكثر من 15 ساعة، ومكثه بعد غروب الشمس أكثر من 20 دقيقة، مع وجود زاوية ارتفاع مناسبة ونسبة إضاءة واضحة. وهو ما أكده أيضًا الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، مشيرًا إلى صعوبة رؤية الهلال في مثل هذه الظروف، حتى باستخدام التلسكوبات، إلا في ظروف جوية مثالية وبمهارات عالية.
رؤية الهلال في السعودية
وعند تطبيق نفس البرنامج على موقع السعودية، تبين أن نسبة إضاءة الهلال ظهرت هناك قبل مصر بدقائق قليلة، لكن ظلت صعوبة رصده قائمة. مع ذلك، أشارت الصحف السعودية إلى تمكن البعض من رؤية الهلال، وهو أمر يصعب تفسيره علميًا وفقًا للبيانات الفلكية، وهو ما استندت عليه السعودية في تحديد الأحد أول أيام العيد.
الحسابات المصرية صحيحة
وخلص عبد الباسط إلى أن الحسابات الفلكية التي اعتمدتها مصر لإتمام شهر رمضان 30 يومًا صحيحة فلكيًا وشرعيًا، نظرًا لاستحالة رؤية الهلال علميًا في ذلك التوقيت.