جنوب السودان على صفيح ساخن: انهيار اتفاق السلام بعد اعتقال مشار

كتب: أحمد محمود
هزّ خبر اعتقال زعيم المعارضة رياك مشار أركان جنوب السودان أمس الأربعاء، وأشعل فتيل أزمة سياسية جديدة تهدد بإعادة البلاد إلى مربع الحرب الأهلية. أعلن نائب رئيس الحزب، أويت ناثانيال بييرينو، اليوم الخميس، انهيار اتفاق السلام الذي أنهى خمس سنوات من الحرب الدامية، مؤكدًا في بيان رسمي أن الاتفاق “أصبح لاغياً”. وأضاف بييرينو أن اعتقال مشار يكشف بوضوح عن غياب الإرادة السياسية لدى الحكومة للسير في طريق السلام وتحقيق الاستقرار المنشود في البلاد. وأشار إلى أن هذه الخطوة تُعد انتكاسة خطيرة لجهود السلام الهشة، وتنذر بعودة شبح الحرب الأهلية التي عانت منها البلاد لسنوات طويلة.

مخاوف من تجدد الاشتباكات

يُثير اعتقال مشار مخاوف جدية من تجدد الاشتباكات المسلحة بين قوات الحكومة والمعارضة، مما قد يُدخل البلاد في دوامة عنف جديدة. ويُعتبر مشار شخصية محورية في المشهد السياسي في جنوب السودان، واعتقاله قد يُفجر غضب أنصاره ويدفعهم إلى حمل السلاح من جديد.

دعوات دولية للتهدئة

دعت جهات دولية ومنظمات حقوقية إلى ضبط النفس والتهدئة، وحثت الحكومة على الإفراج الفوري عن مشار والعودة إلى طاولة المفاوضات. وأكدت هذه الجهات ضرورة الالتزام باتفاق السلام لحماية المدنيين وتجنيب البلاد المزيد من المعاناة.

مستقبل جنوب السودان على المحك

يُلقي اعتقال مشار بظلاله على مستقبل جنوب السودان، ويضع البلاد أمام مفترق طرق. فإما العودة إلى مسار السلام عبر الحوار والمصالحة، أو الانزلاق مرة أخرى في أتون حرب أهلية مُدمرة. يُذكر أن جنوب السودان انفصل عن السودان عام 2011 بعد حرب طويلة، لكنه سرعان ما انزلق في حرب أهلية عام 2013.