بيربلكسيتي تُقدّم عرضًا جريئًا للاستحواذ على تيك توك.. هل ينجح التحدّي؟
أثارت شركة بيربلكسيتي (Perplexity)، الناشئة في مجال البحث بالذكاء الاصطناعي، ضجةً كبيرةً بعرضها للاستحواذ على منصة تيك توك، مُقدّمةً خطةً طموحةً لإعادة بناء خوارزمية التطبيق من الصفر وجعلها مفتوحة المصدر. فهل ستنجح هذه الشركة الناشئة في تحدّي عمالقة التكنولوجيا؟
خطة طموحة لإعادة بناء تيك توك
أعلنت بيربلكسيتي في بيان رسمي عن رؤيتها لإعادة تشكيل تيك توك، مُشدّدةً على قدرتها على تحقيق ذلك دون خلق احتكارٍ جديد، بعيدًا عن هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى. وتعتمد خطتها على إعادة تطوير خوارزمية تيك توك بالكامل داخل مراكز بيانات أمريكية، تحت إشراف الجهات التنظيمية، مع فتح مصدر نظام التوصيات لضمان الشفافية. كما ستُعزّز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي باستخدام تقنية Nvidia Dynamo لتحسين الكفاءة والأداء.
ولم تتوقف طموحات بيربلكسيتي عند هذا الحدّ، فمن المقرّر إضافة ميزة توثيق المصادر داخل مقاطع الفيديو، على غرار ما تقدّمه الشركة في نتائج بحثها. كما ستُدمج إمكانيات البحث الذكي مع مكتبة فيديوهات تيك توك، مما يُسهّل الوصول للمحتوى، ويُحسّن مستوى التخصيص عبر ربط حسابات المستخدمين، مع إضافة دعم متعدد اللغات عبر الترجمة التلقائية.
ضغوط متزايدة على بايت دانس
على الرغم من العرض الجريء، تُبدي شركة بايت دانس، الشركة الأم لتيك توك، تحفظاً واضحاً بشأن بيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة، وسط ضغوطٍ متزايدة. وقد تصاعدت حدة الأزمة بعد قرار المحكمة العليا الأمريكية في يناير الماضي، الذي منح الحكومة الأمريكية سلطة حظر التطبيق، مما أدى إلى تعطلٍ دام 14 ساعة. وقد أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يمنح مهلة 75 يوماً قبل تنفيذ الحظر، تنتهي في 5 أبريل المقبل.
منافسة شرسة من عمالقة التكنولوجيا
تواجه بيربلكسيتي منافسةً شرسةً من شركاتٍ كبرى مثل أوراكل ومايكروسوفت، بالإضافة إلى تحالفٍ استثماري يقوده الملياردير فرانك مكورت. وتتراوح تقديرات قيمة عمليات تيك توك الأمريكية بين 30 و50 مليار دولار، وهو ما يجعل عرض بيربلكسيتي، التي تجري مفاوضات مبكرة لجولة تمويل جديدة قد ترفع قيمتها السوقية إلى 18 مليار دولار فقط، عرضًا يُثير تساؤلات حول جدواه التنافسية.
بين الطموح والحيلة الدعائية
تُعرف بيربلكسيتي بتحركاتها الجريئة التي تمزج بين الابتكار والحملات الدعائية اللافتة. فقد أنفقت الشركة أكثر من 2.5 مليون دولار على إعلانٍ تجاري استهدف خطأ Google AI Overviews، مستخدمةً نجم مسلسل Squid Game، لي جونج-جاي. كما سبق لها محاولة رعاية فريق فورمولا 1، وزعمت توظيف الممثل الكوميدي جيمي أو. يانج، مما يُثير تساؤلات حول جدية بعض هذه الخطوات.
وبالنظر إلى كل هذه العوامل، يبقى مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة، ونجاح عرض بيربلكسيتي، موضوعاً مثيراً للجدل والنقاش.
