الأخبار

ارتفاع أسعار القهوة في مصر.. أسباب عالمية ومحلية

كتب: محمد علي

شهدت أسعار القهوة في مصر ارتفاعًا جنونيًا، وصل إلى مستويات غير مسبوقة، وفقًا لما أكده حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين. فقد تجاوز سعر الكيلو الواحد من بعض أنواع البن الـ 600 جنيه!

أسباب ارتفاع الأسعار

ويرجع أبو صدام سبب هذه الزيادة الصاروخية إلى ارتفاع أسعار البن عالميًا، نتيجة زيادة الطلب وتراجع الإنتاج. فمصر تعتمد بشكل كامل على الاستيراد لتلبية احتياجاتها من القهوة، نظرًا لعدم ملائمة مناخها وتربتها لزراعة البن الذي يحتاج إلى مناخ استوائي أو شبه استوائي وتربة حامضية، كما هو موضح في تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حول إنتاج البن عالميًا.

تأثير التغيرات المناخية

ولم يقف الأمر عند زيادة الطلب فقط، بل ساهمت أيضًا التغيرات المناخية في تقليص الإنتاج العالمي. فقد عانت البرازيل وفيتنام، وهما من أكبر منتجي البن عالميًا (أكثر من 55% من الإنتاج العالمي)، من موجات جفاف شديدة، أدت إلى تساقط أوراق أشجار البن وعدم نمو أزهارها، وبالتالي انخفاض الإنتاج بشكل ملحوظ.

تكاليف الشحن وزيادة الطلب المحلي

إلى جانب ذلك، زادت تكاليف شحن وتأمين البضائع المستوردة نتيجة التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر والعالم. كما شهد الطلب المحلي على القهوة، وخاصة بين الشباب، ارتفاعًا ملحوظًا، يزيد بنسبة 25% في فصل الشتاء مقارنةً بالصيف.

وقد وصلت واردات مصر من القهوة مؤخرًا إلى نحو 75 ألف طن سنويًا، مستوردة من دول مثل البرازيل، وفيتنام، وإندونيسيا، وإثيوبيا، وكولومبيا وغيرها.

فرص مستقبلية

يعتقد أبو صدام أن ارتفاع الأسعار قد يدفع إلى الاهتمام بزراعة البن في مصر، وإلى تطوير أبحاث علمية تهدف إلى إنتاج أصناف جديدة عالية الإنتاجية، قادرة على مقاومة التغيرات المناخية. كما قد يشجع ذلك المستثمرين على تطوير أساليب زراعة البن، مواجهةً للتحديات التي تواجه هذه الزراعة المهمة، خاصة وأن القهوة أصبحت مشروبًا أساسيًا في جميع أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى