كوفنتري أول امرأة وأول أفريقية تتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية

كتب: محمد عبد المنعم
في حدث تاريخي غير مسبوق، اختارت اللجنة الأولمبية الدولية كيرستي كوفنتري، وزيرة الرياضة الزيمبابوية وبطلة السباحة الحائزة على ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين، لتكون أول امرأة وأول أفريقية تتولى رئاسة اللجنة. هذا الانتخاب، الذي جرى الخميس في اليونان، يضع كوفنتري في سجل التاريخ كعاشر رئيس للجنة.
انتخابات مثيرة ونتائج مفاجئة
شهدت الانتخابات تنافسًا شديدًا بين سبعة مرشحين، في أجواء وصفها المراقبون بأنها الأكثر انفتاحًا وصعوبة في التنبؤ بنتائجها منذ عقود. لم يكن هناك مرشح مُرشّح قبل بدء التصويت، مما زاد من الإثارة والتشويق. وفازت كوفنتري، البالغة من العمر 41 عامًا، في الجولة الأولى من الانتخابات التي شارك فيها حوالي 100 عضو من أعضاء اللجنة.
كوفنتري: لحظة استثنائية ومسؤولية كبيرة
وصفت كوفنتري فوزها بأنه “لحظة استثنائية وشرف كبير”، مؤكدةً أمام الأعضاء أنها ستبذل قصارى جهدها. وقالت في خطاب قبولها: “سأجعلكم جميعًا فخورين جدًا، وآمل أن تكونوا واثقين للغاية من القرار الذي اتخذتموه”. وقد هنأها خوان أنطونيو سامارانش، الذي كان يُتوقع أن يكون من أقوى منافسيها، بقبلة على خديها.
تنافست كوفنتري مع مجموعة من الشخصيات الرياضية البارزة، من بينهم أربعة رؤساء لهيئات رياضية عالمية، مثل سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، و الأمير فيصل الحسين من الأردن.
تحديات كبيرة تنتظر كوفنتري
تتولى كوفنتري رئاسة اللجنة خلفًا للألماني توماس باخ، وتنتظرها تحديات جسام، أبرزها قيادة الحركة الأولمبية خلال الأزمات السياسية العالمية، مثل الحرب في أوكرانيا، والحرب الأخيرة في غزة، بالإضافة إلى إيجاد دولة مضيفة لدورة الألعاب الصيفية لعام 2036، والتي قد تُمنح للهند أو منطقة الشرق الأوسط. كما ستعمل على معالجة قضايا حساسة مثل المسائل المتعلقة بالهوية الجنسية وتغيرات المناخ. وستكون لها مسؤولية التواصل الدبلوماسي مع الرئيس الأمريكي، كما هو متوقع. وتمتد ولايتها حتى عام 2033، مع إمكانية الترشح لولاية جديدة.
أشارت كوفنتري في بيان رسمي للجنة الأولمبية الدولية إلى أنها لم تكن لتحلم بهذه اللحظة عندما بدأت مسيرتها في السباحة في زيمبابوي. وأكدت فخرها بكونها أول رئيسة للجنة من أفريقيا، معربة عن أملها في أن يكون هذا الانتخاب مصدر إلهام للكثيرين. وقالت: “للرياضة قوة لا مثيل لها في توحيد وإلهام وخلق الفرص للجميع، وأنا ملتزمة بضمان تسخير هذه القوة على أكمل وجه… مستقبل الحركة الأولمبية مشرق، ولا أطيق الانتظار للبدء”.
أعرب توماس باخ عن ترحيبه بقرار أعضاء اللجنة، متطلعًا إلى تعاون قوي خلال الفترة الانتقالية، مؤكدًا أن مستقبل الحركة الأولمبية مشرق وأن قيمها ستظل نبراسًا خلال السنوات القادمة. يُذكر أن المساواة بين الجنسين كانت عنصرًا أساسيًا في عهد باخ، وقد شهدت أولمبياد باريس 2024 تكافؤًا في المنافسات، ويضم المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، المؤلف من 15 عضوًا، سبع نساء.
لمزيد من المعلومات حول تاريخ رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، يمكنك زيارة موقع اللجنة الأولمبية الدولية.