مصر تؤكد ارتباط أمنها القومي باستقرار السودان وترفض أي إملاءات خارجية

كتب: ياسمين كامل
أكد السفير ياسر سرور، مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة السودان وجنوب السودان، ارتباط أمن مصر القومي ارتباطًا وثيقًا باستقرار السودان، مشيرًا إلى عدة أسباب جوهرية تجعل من هذا الارتباط أمراً لا مفر منه. فالجغرافيا، والعلاقة التاريخية الوطيدة بين الشعبين المصري والسوداني، وملف مياه النيل الوجودي، واستقرار القرن الأفريقي، وأمن البحر الأحمر، جميعها أمور حيوية تربط مصير البلدين.
مصر تدعم وحدة السودان وترفض التدخل الخارجي
خلال لقائه مع المحررين الدبلوماسيين، أوضح سرور أن التحركات المصرية تقوم على عدة مبادئ أساسية، أهمها الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي السودان، ودعم مؤسسات الدولة السودانية لمنع انهيارها، مؤكدًا أن أي حل للأزمة السودانية يجب أن ينبع من إرادة السودانيين أنفسهم، بعيدًا عن أي إملاءات خارجية. وقد تجلت هذه المبادئ بوضوح في مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي استضافته مصر في يوليو 2024، والذي نجحت فيه مصر – وحدها – في جمع كافة القوى السياسية السودانية للاتفاق على مستقبل بلادهم.
مصر تدعم السودان إنسانياً ودولياً
ولم تتوقف جهود مصر عند هذا الحد، فقد ساندت السودان على الصعيد الدولي من خلال عضويتها في العديد من المبادرات الدولية، رافضةً في الوقت ذاته أي تدخل أو إملاءات على الشعب السوداني. وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أكد سرور رفض مصر لأي محاولات من مجلس الأمن أو دول أخرى لفرض شروط معينة على دخول هذه المساعدات، مشيرًا إلى التعاون المستمر مع السودان في هذا الشأن، مثل تمديد العمل في معبر قدري، والتنسيق مع الأمم المتحدة لإنشاء مراكز إنسانية لتوزيع المساعدات، وزيادة رحلات الطيران الإغاثية. وتشارك مصر بنشاط في الآلية الرباعية ومجموعة الألفس المعنية بالمساعدات الإنسانية (اطلع على جهود الأمم المتحدة في السودان)، ساعيةً لتخفيف معاناة الشعب السوداني.
التطورات الميدانية ودور المنظمات الإقليمية
وعن التطورات الميدانية، أشار سرور إلى التقدم الذي يحرزه الجيش السوداني في السيطرة على الخرطوم، متوقعًا استمرار هذا التقدم. أما عن دور المنظمات الإقليمية، فقد أقرّ بجهود الاتحاد الأفريقي، مُبرزًا زيارة مجلس السلم والأمن الأفريقي لبورسودان في أكتوبر الماضي، والتي اعتبرها بداية لانخراط الاتحاد الأفريقي مع الحكومة في بورسودان بعد فترة من التعليق. كما أشار إلى قمة فبراير الماضي وبيانها المتوازن بشأن السودان، ورفض مصر لأي محاولات لتشكيل حكومة موازية أو تقسيم السودان، وهو ما لاقى تأييدًا دوليًا واسعًا.
جهود دبلوماسية مكثفة ومؤتمر لندن
أكد سرور على الاتصالات المكثفة التي تقوم بها وزارة الخارجية المصرية، بقيادة وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، مع الأطراف الفاعلة لدعم الثوابت المصرية والتوصل لحل للأزمة السودانية. وأشار إلى مشاركة مصر الواسعة في المؤتمر الدولي حول السودان الذي تستضيفه لندن في 15 أبريل المقبل، حيث ستوضح مصر موقفها الثابت.