مفاوضات غزة: صراع المصالح بين واشنطن، تل أبيب، وحماس

كتب: أحمد سامي
مفاوضات وقف إطلاق النار
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية جهودها الحميمة في الدوحة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، متجاوزةً شهر رمضان المبارك. وتنسق واشنطن مع مصر في مبادرة عربية لإعادة إعمار القطاع، حيث أعلنت القاهرة عن تشكيل لجنة من 15 خبيراً اقتصادياً لإدارة غزة بشكل مستقل، بالإضافة إلى تدريب قوة شرطة للحفاظ على الأمن.
حماس والاتهامات الأمريكية
في المقابل، تواجه حركة حماس اتهامات أمريكية بالتسويف في مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث تطالب بالإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل إطلاق سراح جندي أمريكي وجثث أربعة آخرين. وتصرّ حماس على بنود إنسانية كفتح المعابر وخروج الجيش الإسرائيلي من معبر صلاح الدين.
موقف إسرائيل والضغوط الداخلية
أما إسرائيل، فتسعى لتعديل شروط الصفقة لزيادة عدد الأسرى المحررين لصالحها، وسط ضغوط داخلية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعدم عرقلة الاتفاق. وقد طالبت إسرائيل بالإفراج عن 11 أسيرًا و16 جثة، محددةً مدة وقف إطلاق النار بـ40 يومًا فقط، مع ضمانات بعدم وصول المساعدات لحماس، دون الكشف عن آلية تنفيذ ذلك.
المبادرة المصرية والدعم العربي
على صعيد متصل، عقد وزراء خارجية مصر وقطر والأردن والسعودية والإمارات اجتماعات مكثفة لبحث خطة إعادة إعمار غزة، وهي الخطة المصرية المدعومة عربياً والتي نالت إشادة دولية. وقد التقى الوزراء بالمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لمناقشة تفاصيل الخطة. وفي هذا السياق، زار وفد من حماس القاهرة الأسبوع الماضي لعرض موقفه من المبادرة الأمريكية ومطالب إسرائيل الإضافية.
موقف حماس والمقترحات الأمريكية
أكدت الخارجية المصرية تشكيل لجنة من 15 تكنوقراطياً فلسطينياً لإدارة غزة مؤقتاً حتى إجراء الانتخابات. وقد عرضت حماس الإفراج عن جندي أمريكي وجثث أربعة آخرين مقابل وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح 50 أسيرًا فلسطينيًا. من جهتها، اتهمت واشنطن حماس بطرح مطالب غير منطقية والتصرف علنًا بشكل مغاير لما تطرحه خلال المفاوضات. وحذر المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف من أن تأخر حماس في الرد على مقترح وقف إطلاق النار قد لا يكون في صالحها. وقد أكد ويتكوف، في بيان مشترك مع المجلس القومي الأمريكي، أن المقترح الأمريكي يسعى لتمديد وقف إطلاق النار لما بعد رمضان وعيد الفصح، وهو ما أعلنه سابقًا الرئيس دونالد ترامب.
جدل استقالة آدم بولر
في سياق متصل، تضاربت الأنباء حول استقالة أو إقالة آدم بولر، المسؤول عن ملف الأسرى الأمريكيين في إدارة ترامب الثانية. ويرجّح البعض أن ضغوط اللوبي اليهودي كانت وراء استبعاده، نظرًا لدعمه التفاوض المباشر مع حماس، خاصةً بعد تصريحاته التي أثارت جدلاً واسعاً، مثل قوله إن «الولايات المتحدة لا تعمل عند إسرائيل» ووصفه قادة حماس بأنهم «أناس لطفاء».
تفاصيل المقترحات وعرقلة الاتفاق
أحدث المقترحات الأمريكية تشمل تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، في محاولة لطمأنة نتنياهو الذي يخشى انهيار حكومته إذا انتقل الاتفاق إلى مرحلته الثانية. ورغم وصف البعض للموقف الأمريكي بالمرتبك، شدد ويتكوف على أن المقترح يهدف إلى تضييق الفجوات وإتاحة مزيد من الوقت للتفاوض. وقد أشار إلى اتفاق مع حماس للإفراج عن محتجزين أحياء مقابل أسرى فلسطينيين، مع تمديد الهدنة لتسهيل إيصال المساعدات. بعد إعلان حماس استعدادها للإفراج عن جندي أمريكي مزدوج الجنسية وأربعة جثامين، سارع مكتب نتنياهو إلى المطالبة بأضعاف ذلك، مطلباً بالإفراج عن 11 أسيرًا، بينهم عيدان ألكسندر، إضافة إلى 16 جثة. في المقابل، عرض نتنياهو إطلاق سراح 120 محكومًا بالمؤبد و1110 معتقلين من غزة، إضافة إلى 160 جثمانًا لفلسطينيين. وقد انتقد محللون انحياز واشنطن لإسرائيل، متهمينها بالتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته في يناير، وخضوعها لضغوط نتنياهو. في المقابل، انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد محاولات نتنياهو لعرقلة الاتفاق، كما هاجمت عائلات الأسرى الإسرائيليين موقفه، مطالبة بإتمام صفقة تشمل جميع المحتجزين. وصل وفد حماس إلى القاهرة مساء الجمعة لعرض مستجدات المفاوضات ووجهة نظر الحركة بشأن المبادرة الأمريكية. لمزيد من المعلومات حول إعادة إعمار غزة، يمكنك زيارة موقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين الذي يقدم معلومات شاملة عن المشاريع الجارية في هذا المجال.