الأخبار

وزير الأوقاف يؤكد: التأمل في الكون مدخل للإيمان والتقدم العلمي

كتب: أحمد خالد

أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، خلال ندوة علمية ضخمة عقدت بنقابة المهندسين بالتعاون مع الأزهر الشريف، أن التأمل في عظمة الكون هو مفتاحٌ رئيسي لتعزيز الإيمان بالله، وأن التقدم العلمي في مجالات الفضاء واستكشاف الكواكب يُعزز هذا الإدراك، ويدفع الإنسان للتفكر في دقة الخلق الإلهي. وأشار الوزير إلى أن الإسلام لم يُعارض العلم قط، بل جعله وسيلةً لفهم سنن الله في الكون.

الإسلام والعلم: رحلةٌ في آفاق الفضاء

شارك في هذه الندوة، التي حملت عنوان «الكون بعيون العلم والإيمان.. رحلة في آفاق الفضاء»، نخبة من كبار العلماء والمتخصصين في علوم الفضاء والفلك والعلوم الشرعية. وقد ركزت الندوة على استكشاف العلاقة المتينة بين المعرفة العلمية والإيمان في تفسير نشأة الكون وظواهره.

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

أوضح الوزير أن القرآن الكريم حافلٌ بالإشارات العلمية المذهلة المتعلقة بالفضاء، مستشهدًا بآية (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) من سورة الطارق، والتي تتوافق مع الاكتشافات العلمية الحديثة حول ظاهرة ارتداد الموجات الكهرومغناطيسية. هذا يُبرز عمق الإعجاز العلمي في النصوص الدينية.

مساهمة العلماء المسلمين في ريادة علوم الفلك

سلط الدكتور الأزهري الضوء على إسهامات العلماء المسلمين الرائدة في تأسيس علوم الفلك، مثل البيروني والبتاني اللذين قدما قياساتٍ دقيقةً لحركة الأجرام السماوية، مؤكدًا على دور الحضارة الإسلامية كمنارة علمية ساطعة في عصورها الذهبية.

رحلةٌ في الفضاء: امتدادٌ لفطرة التأمل

شدد وزير الأوقاف على أن رحلة الإنسان لاستكشاف الفضاء ليست مجرد تقدم علمي، بل هي امتدادٌ لفطرة التأمل والتدبر التي حث عليها القرآن الكريم. فالإسلام يدعو إلى الغوص في أسرار الكون، والتفكر في خلق السماوات والأرض، كوسيلةٍ لتعزيز الإيمان. وأكد أن العلوم الحديثة، وخاصة علم الفلك وعلوم الفضاء، تكشف عن عظمة الخالق في أدق تفاصيل الكون، مما يُعزز اليقين بأن الإيمان والعلم جناحان متكاملان.

أضاف أن الحضارة الإسلامية قامت على ربط العلم بالإيمان، حيث لم يقتصر دور العلماء المسلمين على البحث العلمي فقط، بل امتد ليشمل الرؤية الروحية القائمة على اليقين بأن هذا الكون مسخر للإنسان. وأكد على ضرورة إعادة إحياء هذا النهج المتكامل، بحيث لا يكون العلم مجرد أداة مادية، بل وسيلة لتعزيز الوعي الإيماني وبناء حضارة قائمة على المعرفة واليقين. ويُعدّ هذا المحور الرابع في استراتيجية وزارة الأوقاف، التي تركز على صناعة الحضارة من خلال إحياء روح البحث والاكتشاف في العقول الناشئة.

كما أشار إلى أن القرآن الكريم مليء بالإشارات التي تدل على عظمة ملكوت السماوات والأرض، داعيًا إلى التأمل في النجوم والشمس والقمر، بما يحفز الإنسان على الغوص في أسرار الكون. وأكد على أهمية أن يمتلئ وعي الإنسان المصري بالشغف بالعلم والتطلع إلى آفاق جديدة من المعرفة، بحيث يصبح الحلم بالإنجاز العلمي جزءًا من ثقافة المجتمع.

وأعرب الوزير عن فخره بالتوجه المصري نحو علوم الفضاء، بدءًا من هيئة الاستشعار عن بعد وصولًا إلى إنشاء وكالة الفضاء المصرية، موضحًا أن ثقة القارة الإفريقية في القدرات المصرية جعلتها تختار مصر مقرًا لوكالة الفضاء الإفريقية. كما استشهد بمقولة العالم المصري الراحل الدكتور أحمد زويل حول تفوق تكنولوجيا وكالات الفضاء، مؤكدًا أهمية هذا المجال.

اختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أهمية تعزيز التكامل بين العلوم الشرعية والتطبيقية، وبناء جسور الحوار بين الباحثين في مختلف التخصصات، لصياغة رؤية متكاملة لفهم الكون.

حضر الندوة نخبة من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور حسن الشافعي، والدكتور محمد عبد الدايم الجندي، والمهندس طارق النبراوي، إلى جانب عدد من المتخصصين في علوم الفضاء والفلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى