الأخبار

مصر تراهن على الوقود الحيوي.. مستقبل الطاقة المتجددة ومحرك للتنمية

كتب: محمد سامي

أكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمود عصمت، في مقال رأي نشره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ضمن عدد آفاق الطاقة، أن مصر على موعد مع طفرة هائلة في مجال الوقود الحيوي خلال السنوات المقبلة. ويرى الوزير أن مصر، الرائدة إقليميًا في مجال الطاقة المتجددة، ستشهد نموًا متسارعًا في هذا القطاع الحيوي، مدفوعًا بالجهود الحكومية، وتطور التكنولوجيا، وزيادة الوعي بأهمية الاستدامة.

الوقود الحيوي: ركيزة للتنمية المستدامة

وأوضح عصمت أن الوقود الحيوي سيلعب دورًا محوريًا في تحقيق التنمية المستدامة بمصر، خاصةً في ظل التحول العالمي الكبير نحو مصادر الطاقة المتجددة. هذا التحول، الذي يدفعه نضوب الوقود الأحفوري، وارتفاع أسعاره، وتغير المناخ، يجعل من البحث عن مصادر طاقة بديلة ضرورة ملحة.

استراتيجية مصر الطموحة

ولم تكن مصر بعيدة عن هذا التوجه العالمي، فقد تبنت استراتيجية طموحة لتأمين مصادر الطاقة وتنويعها، مع التركيز على تقنيات الوقود الحيوي كأحد الحلول الواعدة. ويساهم هذا المصدر في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، والحد من الانبعاثات الكربونية، وخلق فرص عمل جديدة، ودعم الاقتصاد الوطني. كما أن تطوير تكنولوجيا الوقود الحيوي ساهم في تخفيف الضغط على الأراضي الزراعية، وتحسين كفاءة استخدام الموارد.

أربع ركائز رئيسية

تعتمد الاستراتيجية المصرية للطاقة على أربع ركائز أساسية: أمن الطاقة، والتنمية المستدامة، وتنويع مصادر الطاقة، والاقتصاد الأخضر. ويساهم الوقود الحيوي في تحقيق هذه الأهداف جميعًا، من خلال تقليل الاعتماد على الواردات، وخلق فرص عمل في المناطق الريفية، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. وبحلول عامي 2039-2040، تتوقع مصر إنتاج 5745 كيلو طن وقود مكافئ من الطاقة الأولية من الوقود الحيوي، أي ما يعادل 6.5% من إجمالي الطاقة الأولية المنتجة، مقابل 2.4% حاليًا.

التحديات والحلول

على الرغم من المزايا العديدة للوقود الحيوي، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهه في مصر، مثل ارتفاع التكاليف، والمنافسة مع إنتاج الغذاء، وقلة الوعي العام. وللتغلب على هذه التحديات، تعتمد الحكومة المصرية على وضع استراتيجية وطنية، وتقديم الدعم المالي، وتطوير البنية التحتية، وحملات التوعية المكثفة. كما شدد الوزير على أهمية زيادة الاستثمار في البحث والتطوير، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، والاستفادة من الفرص التمويلية الدولية، خاصةً في ضوء تعهدات مؤتمر COP29 بزيادة تمويل المناخ الأخضر.

وختم عصمت مقاله بالتأكيد على أن مستقبل الوقود الحيوي في مصر واعد، وأن هذا القطاع سيشهد نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي رائد في مجال الطاقة المتجددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى