الأخبار

الأزهري يحذر من خطورة الإسلاموفوبيا ويدعو لمواجهتها عالميًا

كتب: محمد صلاح الدين

حذر الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، من خطورة ظاهرة الإسلاموفوبيا، مؤكدًا أنها تهدد السلم الاجتماعي والتعايش الإنساني على الصُّعد المحلية والدولية. ولم يعتبرها الأزهري مجرد مخاوف فردية، بل اتجاهًا متناميًا يُعمّق الانقسام ويُقوّض أسس الاحترام المتبادل بين الشعوب.

يوم عالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا

وفي كلمته بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، أشاد الوزير بتخصيص يوم عالمي لمواجهة هذه الظاهرة المتصاعدة، معربًا عن تقديره لتفاعل المؤسسات الدولية مع هذا اليوم باعتباره يومًا لمكافحة العداء والتمييز ضد المسلمين. وأثنى على دور مجموعة الدول الإسلامية والعربية في الأمم المتحدة في إقرار هذا اليوم، مؤكدًا أن الإسلاموفوبيا ليست مجرد رهاب مرضي، بل عداء مستتر وتمييزٌ ظاهرٌ يقترفه أصحاب المصالح، وينساق وراءه من ينطلي عليهم خطاب الكراهية والإقصاء.

أسباب الظاهرة وسبل مواجهتها

أرجع الأزهري أسباب هذه الظاهرة العدائية إلى غياب الوعي بحقيقة الإسلام وقيمه النبيلة، بالإضافة إلى الحملات الممنهجة التي تُشوّه صورته عبر ربطه بالإرهاب والتطرف، وهو ما يتناقض مع حقيقته التاريخية كدين سلام وتعارف وتعاون. ونقل الوزير آية قرآنية كريمة تؤكد على التنوع الإنساني، مشددًا على أن التنوع الديني والثقافي إرادة إلهية، وأن احترام هذا التنوع واجب ديني وإنساني. كما أشار إلى دور وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في نشر صور نمطية مغلوطة عن الإسلام، داعيًا إلى مبادرات إعلامية وثقافية تصحح هذه المفاهيم الخاطئة.

وطالب الأزهري بإقرار قوانين وإنفاذها لمكافحة التمييز الديني والعنصري، ووضع تشريعات دولية تحظر التحريض على الكراهية ضد الأديان، وتجرم الخطابات التي تثير العداء ضد المسلمين. كما شدد على ضرورة تطوير سياسات فعّالة لتعزيز الحوار والتسامح، بدلًا من السماح باستمرار الخطابات المتطرفة التي تهدد الاستقرار العالمي.

دور المؤسسات الدينية المصرية

أكد الوزير على أهمية وحدة الصف بين المؤسسات الدينية في مصر، وعلى رأسها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، في مواجهة هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أن التنسيق بين هذه المؤسسات أسهم في إطلاق مبادرات فكرية وإعلامية تعكس جوهر الإسلام. كما شدد على أهمية إعداد دعاة وأئمة وواعظات على مستوى عالٍ من الوعي والثقافة، ليكونوا سفراء للاعتدال، مُعززين مكانة الإسلام كدين يدعو للتعايش السلمي.

وأعرب الأزهري عن تأييده لدعوة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لإنشاء قواعد بيانات توثق الاعتداءات العنصرية والتمييز ضد المسلمين، مؤكدًا أن التصدي للعداء للمسلمين ليس مسؤولية المسلمين فقط، بل واجب إنساني عالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى